يحيى السنوار
يحيى السنوار هو شخصية بارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأحد قادة الحركة في قطاع غزة·
يعد السنوار من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الساحة الفلسطينية، وله دور محوري في توجيه سياسة الحركة، خاصة فيما يتعلق بالمقاومة المسلحة ضد دولة الاحتلال·
في هذا المقال سنتناول سيرته الشخصية، دوره في حركة حماس، تأثيره على الصراع الصهيوني الفلسطيني، ومواقفه السياسية·
نشأة يحيى السنوار
تاريخ ميلاد يحيى السنوار
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 29 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة·
ينحدر السنوار من عائلة فلسطينية لجأت من مدينة المجدل (المعروفة اليوم باسم أشكلون) بعد النكبة في عام 1948·
كبقية أبناء جيله، نشأ السنوار في ظروف معيشية صعبة في مخيمات اللاجئين، وهي تجربة شكّلت وعيه الوطني والمقاوم·

التعليم والوعي السياسي
التحق السنوار بالمدارس المحلية في خان يونس قبل أن ينضم إلى جامعة الإسلامية في غزة، حيث درس علم الاجتماع·
خلال فترة دراسته الجامعية، بدأ ينشط في الحركة الطلابية الإسلامية، التي كانت نواة حماس·
تأثر السنوار بفكر جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت لها تأثير قوي في قطاع غزة خلال السبعينيات والثمانينيات·
الانضمام إلى حماس ودوره في المقاومة
في عام 1987، مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كان السنوار أحد المؤسسين الرئيسيين لحركة حماس، التي نشأت كجناح مقاوم للإخوان المسلمين·
برز السنوار سريعاً بفضل قدراته القيادية وولائه لفكرة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني·
في تلك الفترة، أنشأ “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، والذي أصبح لاحقاً من أكثر الأجنحة المسلحة تأثيراً في الصراع الفلسطيني الصهيوني·
في عام 1988، تم اعتقال السنوار من قبل السلطات الصهيونية وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التورط في عمليات قتل إسرائيليين وتشكيل خلايا مسلحة·
خلال فترة سجنه التي استمرت أكثر من 22 عاماً، لعب السنوار دوراً بارزاً داخل السجون الصهيونية، حيث اعتُبر زعيماً للأسرى من حماس·
كما أن هذه الفترة ساعدته على تطوير مهاراته القيادية والتكتيكية، حيث أصبح أحد أبرز العقول الاستراتيجية للحركة·
إطلاق سراحه في صفقة شاليط
في عام 2011، تم الإفراج عن السنوار في إطار صفقة تبادل الأسرى الشهيرة بين حماس ودولة الاحتلال، المعروفة بصفقة شاليط·
هذه الصفقة أدت إلى إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزاً لدى حماس·
عودة السنوار إلى غزة بعد سنوات طويلة من السجن شكلت نقلة نوعية في قيادة الحركة، حيث بدأ يلعب دوراً مهماً في توجيه سياسات حماس داخل القطاع·
دوره كقائد لحماس في غزة
بعد الإفراج عنه، سرعان ما صعد السنوار في صفوف القيادة العسكرية والسياسية لحركة حماس· وفي عام 2017، تم انتخابه قائداً لحركة حماس في قطاع غزة، ليصبح المسؤول الأول عن إدارة الحركة في واحد من أكثر المناطق توتراً في العالم·
بفضل خلفيته العسكرية ودوره في كتائب القسام، تمكن السنوار من إعادة تنظيم هيكلية حماس العسكرية، وتعزيز قدراتها على مواجهة الهجمات الصهيونية.
يتميز يحيى السنوار بسياسة براغماتية تجمع بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي· فهو من الداعمين القويين لفكرة أن المقاومة هي السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكنه في الوقت ذاته يفضل أحياناً استخدام الحلول الدبلوماسية لتحقيق أهدافه·

السياسات والمواقف
خلال سنوات قيادته، شهد قطاع غزة عدة جولات من التصعيد العسكري بين حماس ودولة الاحتلال في فلسطين، وكانت سياسة السنوار تركز على تحسين قدرات الحركة الدفاعية والهجومية، من خلال تطوير الصواريخ وبناء الأنفاق تحت الأرض، التي أصبحت جزءاً مهماً من استراتيجية حماس العسكرية·
علاقته مع مصر ودولة الاحتلال
رغم مواقفه الصارمة تجاه دولة الاحتلال في فلسطين، يُعرف عن السنوار أنه على استعداد لفتح قنوات اتصال غير مباشرة مع الحكومة الصهيونية لتحقيق أهداف سياسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة·
في عدة مناسبات، قاد مفاوضات غير مباشرة مع دولة الاحتلال عبر وسطاء مصريين أو قطريين لتأمين التهدئة أو تبادل الأسرى·
أما عن علاقته بمصر، فيعتبر السنوار من القادة الذين يعطون أهمية كبيرة للعلاقة مع القاهرة، خاصة وأن مصر تلعب دور الوسيط الرئيسي في ملفات متعددة تتعلق بقطاع غزة·
وتحت قيادته، استطاعت حماس تعزيز العلاقة مع جهاز المخابرات المصرية الذي كان له دور كبير في مفاوضات التهدئة مع دولة الاحتلال، بالإضافة إلى تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع من خلال فتح معبر رفح·
على الصعيد الداخلي، يُعد السنوار من المدافعين عن وحدة الصف الفلسطيني· وعلى الرغم من الخلافات الحادة بين حماس وحركة فتح، فإنه يدعو إلى المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني· مع ذلك، فإن هذه الجهود لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة، حيث لا يزال الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة قائماً·
القضايا الداخلية
كما أن السنوار يعمل على تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار صهيوني مستمر منذ أكثر من عقد·
ورغم التحديات الكبيرة، سعى السنوار إلى بناء علاقات خارجية من خلال التفاوض مع مصر وقطر وتركيا للحصول على دعم اقتصادي وسياسي لحماس، ولتخفيف معاناة سكان القطاع·
زوجة يحيى السنوار
زوجة يحيى السنوار هي سمر محمد أبو زمر، وهي سيدة فلسطينية من غزة حاصلة على درجة الماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة.
تزوجا في عام 2011، ووفقًا للتقارير، تم اختيارها من قبل شقيقات يحيى السنوار أثناء وجوده في الديار المقدسة لأداء فريضة الحج.
اغتيال يحيى السنوار
أعلنت إذاعة جيش الاحتلال عن استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، خلال اشتباك بتل السلطان برفح جنوبي القطاع.
وأكدت وسائل الإعلام أن العملية تمت بالصدفة، ويجري التحقق من الحمض النووي لتأكيد هوية السنوار.