اللغات ليست مجرد وسائل للتواصل، بل هي حاملات للتراث الثقافي والمعرفي للمجتمعات التي تتحدث بها.
تتضمن كل لغة قصصًا، وأساطير، وأغاني، وطرقًا فريدة في التفكير والتفاعل مع العالم، لكن مع مرور الزمن تواجه العديد من اللغات خطر الانقراض.
توجد أكثر من 7000 لغة حية في العالم اليوم، لكن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تتوقع أن أكثر من نصفها ستختفي بحلول نهاية القرن الحالي.
يشير أطلس لغات العالم المهددة بالاندثار الصادر عن (يونسكو) إلى أن لغة تنقرض كل أسبوعين، مما يعني فقدان حوالي 25 لغة سنويًا.
إذا استمر الوضع على هذا النحو، فقد يؤدي ذلك إلى اختفاء 90% من اللغات المهددة أو التي تعاني من خطر الانقراض.
بعض اللغات المهددة بالانقراض تشمل:
- اللغة الأمازونية: في عام 2016، قتلت روزا أندرادي أوكاجان، آخر امرأة تتحدث لغة ريسيجارو النادرة في البيرو، عن عمر يناهز 67 عامًا. يعد شقيقها بابلو آخر المتحدثين المعروفين بهذه اللغة.
- لغة تشوليم التركية: وفقًا لإحصاء روسي صدر عام 2010، هناك 44 شخصًا فقط يتحدثون هذه اللغة. سكان قرى سيبيريا الشعبية يسمون أنفسهم باسم لغتهم. تم سحب الاعتراف بهم كمجموعة عرقية من قبل الحكومة السوفياتية في عام 1959، ثم استعادوا الاعتراف بهم في عام 1999.
- لغة مودبورا: هي لغة السكان الأصليين للإقليم الشمالي الأسترالي. وفقًا لتعداد أستراليا لعام 2006، كان هناك 47 متحدثًا بها، لكن تعداد 2016 أظهر زيادة العدد إلى 92 متحدثًا في البيت.
- لغة باتوين: يتحدث بها سكان أمريكا الأصليون، واعتبارًا من عام 2011، بقي شخص واحد فقط يتحدث بها كلغة أصلية.
- لغة عينو: شعب أينو هم السكان الأصليون لجزيرة هوكايدو في اليابان. تم حظر لغة عينو وتقاليدها الثقافية في أواخر القرن 19، واندمجوا إلى حد كبير في الثقافة اليابانية. شهدت الثمانينيات انتعاشًا في الثقافة الأصلية، لكن لغتهم تضم حاليًا أقل من عشرين متحدثًا أصليًا، وكلهم أكبر من 64 عامًا.
- لغة شيمن هويفي: قبل وصول الأوروبيين إلى أمريكا، كان هناك ما بين 500 و800 شخص من الأمريكيين الأصليين يتحدثون هذه اللغة، التي نشأت في صحراء موهافي في أمريكا الشمالية. اليوم، هناك أقل من 20 شخصًا يجيدون هذه اللغة النادرة.
أسباب انقراض اللغات
- العولمة: مع انتشار الثقافات المهيمنة، مثل الثقافة الإنجليزية، تصبح اللغات المحلية أقل استخدامًا. التعليم، الإعلام، والتكنولوجيا غالبًا ما تكون متاحة باللغات العالمية، مما يضع اللغات المحلية في موقف صعب.
- الاندماج الثقافي: تتعرض المجتمعات الصغيرة لضغوط للاندماج في الثقافات الأكبر، مما يؤدي إلى تبنيهم للغات الأكثر انتشارًا وإهمال لغاتهم الأم.
- الهجرة: عندما تهاجر المجتمعات إلى مناطق جديدة، قد تتعرض لغاتهم لضغوط التغيير لتتناسب مع اللغة السائدة في المنطقة الجديدة.
- السياسات الحكومية: في بعض البلدان، تتبنى الحكومات سياسات لغوية تُفضِّل لغات معينة على حساب اللغات الأخرى، مما يؤدي إلى تهميش اللغات الأقل انتشارًا.
تبعات انقراض اللغات
- خسارة التراث الثقافي: كل لغة تحتوي على تقاليد وقيم وطرائق تفكير فريدة. انقراض لغة يعني فقدان هذه الثروة الثقافية.
- فقدان المعرفة التقليدية: العديد من اللغات تحتوي على معرفة تقليدية تتعلق بالطبيعة، والطب، والزراعة. انقراض اللغة يعني فقدان هذه المعارف التي قد تكون غير مكتوبة.
- تقليل التنوع اللغوي: التنوع اللغوي يساهم في إثراء الإنسانية. انقراض اللغات يقلل من هذا التنوع ويجعل العالم أقل تنوعًا وغنىً.
اقرا ايضا: مصطلحات علم الاجتماع