الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446 هـ الموافق 4 ديسمبر 2024 مـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر المعرفة؛ وتلقي المعلومات على اختلاف أشكالها من خلال التعليم والإعلام والقراءة.. وغيرها، واحدة من أهم عوامل نهضة الأمم والجماعات الإنسانية، ومن أهم روافد الحصول على المعرفة وصناعة الوعي لدى الشعوب.

وكانت وسائل تلقي المعرفة في الماضي القريب متلائمة مع طبيعة حياة الإنسان ونمطها، فقبل زمن الإعلام الفضائي المفتوح كان الكتاب خير جليس في الزمان، لهذا وجدت المكتبات كجزء أساسي من الحضريات التي تضم الإنسان، وبعد دخول الإعلام الفضائي العولمي بدأ دور الكتاب يتراجع، وأصبح التلفزيون خير جليس في الزمان.

وفي أقل من عقدين تصدر فيها الاعلام الفضائي اهتمامات الإنسان، ظهرت ثورة الاتصالات الجديدة ممثلة بانتشار استخدام الانترنت وسهولة الوصول إليه فتحولت الشبكة العنكبوتية إلى أكبر مرجع عرفه تاريخ الوجود الإنساني، وباتت شاشات الكومبيوتر خير جليس في الزمان .

ومع ظهور الهواتف الذكية التي يمكن ربطها بشبكة الانترنت، واختراع وسائل التواصل الاجتماعي، حدثت طفرة نوعية في حياة البشر على الأرض، فباتت الحياة شبه مستحيلة في غياب الهاتف الذكي والانترنت معاً، وتشير عشرات الدراسات ومئات الاستطلاعات إلى أن الإنسان يقضي ربع حياته أمام شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية وأخواتهما من الاجهزة الذكية، حتى غدا (الموبايل) خير جليس في الزمان.

هذا التسارع في التعامل مع المعرفة وتلقيها، ولد أجيالاً لا تستسيغ التعاطي مع المعرفة الموسوعية من مصادرها المطولة، وغدت الوجبات المعرفية السريعة هي المغذي الأول لعقول الأجيال، لذلك انتشرت الوجبات السريعة الغير منضبطة، وحُرمت شرائح واسعة من لذة الحصول على ما توفره المراجع الموسوعية من فهم ووعي وثقافة.
فجاءت فكرة موسوعة المعارف العربية، لتغطي هذا النقص من خلال تبسيط المعلومات الموسوعية، لتكون سهلة التلقي والنقل، وتوفر معرفة موثوقة المصدر محمودة الغاية.
ومن خلال النص، والصورة، والفيديو، وعبر الربط بوسائل التواصل الاجتماعي، وتطويع المحتوى ليكون ملائما لها، نسعى لنكون المرجع العربي الأول لأجيال صاعدة، على ان يتم توريث المشروع للأجيال القادمة، كي تطوّع وتطور وتضيف بما يتلائم مع روح العصر ومتغيراته.

ويبقى المشروع مفتوحاً للمراجعة والتعديل والإضافة؛ لذلك ستكون أبوابنا مُشرعةً أمام كل من يريد أن يصبح شريكا لنا في هذا المسار، عبر كل أنواع الشراكة بدءا من النصح وانتهاء بالمساهمة في تطوير البناء ورفع مستوى الأداء.

ومن الله التوفيق.