في عام 1907، شهدت الولايات المتحدة واحدة من أكثر الأزمات المالية تأثيرًا في تاريخها، وهي “الذعر المصرفي.
كان لهذه الأزمة تأثير كبير على الاقتصاد الأميركي وأدت إلى تغييرات جذرية في النظام المالي الأمريكي.
خلفية الأزمة
في بداية القرن العشرين، كان الاقتصاد الأمريكي يشهد نموًا سريعًا، ومع ذلك كانت هناك بعض القضايا الأساسية التي جعلت النظام المالي هشًا، منها الاعتماد الكبير على القروض والتمويل الخارجي، والتفاوت في توزيع الثروة، والافتقار إلى تنظيم مالي قوي. كان هذا الوضع مهيئًا لحدوث أزمة مالية كبرى.
بداية الذعر
بدأت الأزمة في شهر أكتوبر من عام 1907 عندما حاول مجموعة من المضاربين في سوق الأوراق المالية، بقيادة رجل الأعمال أوغسطس هاينز، السيطرة على أسهم شركة “يونايتد كوبر”.
فشلت المحاولة مما أدى إلى انهيار أسعار الأسهم وإفلاس العديد من الشركات الصغيرة والبنوك. أدى هذا إلى فقدان الثقة في النظام المصرفي، وبدأ المودعون يسحبون أموالهم من البنوك بأعداد كبيرة.
انتشار الذعر
سرعان ما انتشرت الأزمة من نيويورك إلى باقي أنحاء البلاد، مما أدى إلى سلسلة من إفلاسات البنوك والمؤسسات المالية. في تلك الفترة، لم يكن هناك بنك مركزي قوي لدعم النظام المصرفي، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا. ومع زيادة عدد البنوك المتعثرة، ازداد الذعر بين الناس.
دور جي بي مورغان
أحد الشخصيات البارزة التي تدخلت لوقف الأزمة كان المصرفي الشهير جي بي مورغان.
استخدم مورغان ثروته ونفوذه لجمع كبار المصرفيين ورجال الأعمال في نيويورك لإيجاد حلول فورية للأزمة.
عمل مورغان على إعادة الثقة إلى السوق من خلال توفير قروض طارئة للبنوك المتعثرة وضمان استمرار عملياتها.
التداعيات
أدت أزمة 1907 إلى تغييرات جذرية في النظام المالي الأمريكي. كانت هذه الأزمة أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الحكومة الأمريكية إلى إنشاء نظام الاحتياطي الفيدرالي في عام 1913.
النظام الجديد كان يهدف إلى توفير الاستقرار المالي ومنع تكرار مثل هذه الأزمات من خلال تقديم الدعم اللازم للبنوك وتنظيم السياسات النقدية.
في الختام
لقد كان الذعر المصرفي لعام 1907 حدثًا محوريًا في تاريخ الاقتصاد الأمريكي، وأظهر الحاجة الملحة إلى تنظيم مالي قوي ودعم حكومي للقطاع المصرفي.
على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتها البلاد خلال تلك الأزمة، إلا أنها كانت أيضًا فرصة لإجراء إصلاحات أساسية ساعدت في تعزيز استقرار النظام المالي الأمريكي في العقود التالية.
اقرا ايضا: زيادة معدلات الأعمار عالمياً