الحوار والمناقشة في الإسلام
الحوار في اللغة يعني الرد، أما في الاصطلاح فيشير إلى المحادثة أو النقاش بين شخصين أو أكثر حول موضوع معين، مع الالتزام بالهدوء وتجنب النزاع وعدم إيذاء أي طرف.
وقد وردت العديد من الحوارات في القرآن الكريم، مثل الحوار بين الله والملائكة حول خلق آدم، حيث قال: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.
وقد أوضح الدين الإسلامي الفرق بين الحوار والجدال، حيث يُعتبر الجدال خصومة وتمسكًا بالرأي مع محاولة إيذاء الطرف الآخر، وقد نهى عنه القرآن والأحاديث النبوية. سيتناول هذا المقال استراتيجيات الحوار والمناقشة في التعليم.
أساليب التدريس
في الفصول الدراسية، يدرك المعلمون تنوع شخصيات الطلاب واحتياجاتهم لاستخدام أساليب تدريس متنوعة تناسبهم. يتعين على المعلم التعامل مع الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم بطرق مختلفة عن باقي الطلاب.
بشكل عام، أصبح من الضروري على المعلم تغيير أسلوب التدريس التقليدي الذي يعتمد على إلقاء الدرس شفويًا ثم إعطاء الواجبات والنشاطات، وتقييم الطلاب في نهاية الفصل.
يجب استبدال هذه الطرق باستراتيجيات تدريس حديثة تدعم الحوار والمناقشة، والابتعاد عن التلقين وحفظ المعلومات دون توجيه الطلاب لكيفية الاستفادة منها.
تعتمد الأساليب التقليدية على قدرة الطالب على الحفظ، لكن العديد من الطلاب قد ينسون المعلومات بمجرد انتهاء الفصل أو العام الدراسي. لذا، من المهم التعرف على أسلوب حديث يجب على المعلم اتباعه، وهو استراتيجية الحوار والمناقشة.
استراتيجية الحوار والمناقشة في التدريس
تعتبر استراتيجية الحوار والمناقشة من أبرز الاستراتيجيات في عملية التعليم، حيث يقوم المعلم بطرح العديد من الأسئلة على الطلاب ومناقشتهم في جوانب مختلفة من الدرس، مما يحفزهم على التفكير في كيفية استخدام المعلومات وأهميتها.
بعض الطلاب يمتلكون خيالًا خصبًا قد يدفع المعلم للبحث عن معلومات جديدة للإجابة على استفساراتهم، مما يعزز الرغبة في البحث والتفكير لدى كل من الطلاب والمعلم.
كما تعزز هذه الاستراتيجية العلاقة بين المعلم وطلابه، وتمنح المعلم فكرة شاملة عن شخصيات طلابه وطرق تفكيرهم وقدراتهم الإبداعية. كما تقوي روح التعاون بين جميع الأفراد في الصف.
مع مرور الوقت، يتغلب العديد من الطلاب على حاجز الخجل من طرح الأسئلة، خاصة عندما يتقبل المعلم أسئلتهم دون استهزاء أو توبيخ. تسهم هذه الاستراتيجية بشكل كبير في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب.
المشكلة الوحيدة المرتبطة بهذه الاستراتيجية هي احتمال الخروج عن موضوع الدرس الرئيسي وتشتيت الانتباه. يمكن حل هذه المشكلة من خلال تخصيص وقت محدد للإجابة على جميع أسئلة الطلاب.