ـ تعد التجارة، والتي يُطلق عليها باللغة الإنجليزية مصطلح “Trade”، من الأعمال التي تعتمد على بيع وشراء مجموعة من السلع والخدمات أو المعلومات بهدف الحصول على العائدات والأرباح النقدية.
ويُعتبر رأس المال من أهم مقومات التجارة، حيث يتم من خلاله شراء السلع والخدمات لتجارتها لاحقًا.
ـ يحدث التبادل التجاري بين طرفين، وهما البائع والمشتري، أو بين مجموعة متعددة من الأطراف، وتسمى في هذه الحالة التجارة متعددة الجوانب.
ومن أبرز المفاهيم والمصطلحات التجارية هو مفهوم تجارة التجزئة، الذي يعد من أهم عناصر التجارة العالمية.
تجارة التجزئة
يطلق على تجارة التجزئة باللغة الإنجليزية مصطلح “Retail”، ويتم تعريفها بأنها عملية بيع مجموعة من السلع والخدمات لعدد من المستهلكين.
تشمل هذه العملية بيع الوحدات الفردية أو القطع الصغيرة لأعداد كبيرة من العملاء من خلال شركة تم تأسيسها لهذا الغرض المحدد.
تعتمد تجارة التجزئة على مبدأ الربح النقدي من خلال بيع خدمة أو سلعة مقابل مبلغ من المال.
ـ تجارة التجزئة تعتبر من الأنشطة التجارية التنافسية التي تعتمد على السعر، وتتطلب التخطيط واستخدام استراتيجيات تسويقية متنوعة.
أدت المنافسة على المبيعات إلى عدم وضوح خطوط الإنتاج التقليدية في هذه التجارة، إذ تقدم العديد من المؤسسات والشركات مجموعة متنوعة من البضائع تتجاوز التصنيف الأساسي لها.
ـ بعض تجار التجزئة يتخصصون في بيع البضائع ذات الكميات الكبيرة، بينما يتخصص الآخرون في بيع البضائع الصغيرة والمتوسطة، مثل تلك التي تُباع في البقالة والسوبر ماركت والمتاجر الأخرى.
ازدهرت هذه التجارة مع التقدم التكنولوجي على شبكة الإنترنت، حيث يتم بيع وشراء مجموعة من البضائع عن طريق الإنترنت عبر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف النقالة.
ـ يعتمد تجار التجزئة عبر الإنترنت على تسويق منتجاتهم من خلال المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي من منازلهم أو أماكن مخصصة لذلك.
تعتبر تجارة التجزئة اليوم من أهم مقومات الاقتصاد الفردي، وهي وسيلة فعالة لتحقيق الأرباح والعائدات النقدية المناسبة.
تاريخ تجارة التجزئة
ـ بدأت أسواق البيع بالتجزئة في العصور القديمة وكانت تعرف سابقًا بأسواق البيع بالمقايضة، حيث كانت تتم من خلال بيع سلعة مقابل أخرى.
يعود تاريخ هذه الأسواق إلى أكثر من 10000 سنة. ومع تطور الزمن ونمو الحضارات، تم استبدال البيع بالمقايضة بتجارة التجزئة التي تشمل العملات المعدنية والمال.
ـ يقال أن بداية عمليات البيع والشراء كانت في آسيا الصغرى (تركيا الحديثة) في الألفية السابعة قبل الميلاد.
كانت الأسواق العامة التي تختص بهذه التجارة معروفة في بابل القديمة وآشور وفينيقيا ومصر. وكانت الأسواق تقع في وسط المدينة، حيث كانت تُحيط بها الأسواق التجارية.
من أبرز الأعمال التجارية في تلك الأسواق كانت الأعمال الحرفية مثل صناعة وتجارة المعادن وصناعة وبيع الجلود.
ـ في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، اشتهر الفينيقيون بمهاراتهم في الملاحة البحرية، وقاموا بتزويد سفنهم عبر البحر المتوسط بالبضائع والسلع، ليصبحوا قوة تجارية رئيسية.
استورد الفينيقيون وصدروا المنسوجات والخشب والزجاج ومجموعة من المنتجات الأخرى مثل الزيت والفواكه المجففة والمكسرات على طول ساحل البحر المتوسط.
ـ مع مرور الوقت، تم دراسة تطور تجارة التجزئة والتسويق في إنجلترا وأوروبا على نطاق واسع، بالإضافة إلى آسيا، حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الصين أظهرت تاريخًا غنيًا في أنظمة البيع بالتجزئة المبكرة منذ سنة 200 قبل الميلاد.
استمرت هذه التجارة بالتوسع حتى أصبحت حاليًا من أفضل سبل العمل والربح النقدي في العالم.
أنواع متاجر البيع بالتجزئة
ـ تتنوع متاجر البيع بالتجزئة من حيث نوعية السلع والخدمات التي يتم بيعها، وفيما يأتي تفصيل لأهم أنواع هذه المتاجر:
ـ المتاجر الكبرى: تُباع فيها مجموعة واسعة من البضائع والسلع التي يتم ترتيبها حسب الفئة إلى الأقسام المختلفة داخل المتجر.
ـ محلات البقالة والسوبر ماركت: تتخصص في بيع جميع أنواع المواد الغذائية والمشروبات بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى الأدوات المنزلية والأجهزة الإلكترونية.
ـ المستودعات: مرافق كبيرة تحتوي على مجموعة متنوعة من المنتجات المعبأة التي تُباع بسعر أقل من سعر البيع بالتجزئة.
ـ متاجر التجزئة المتخصصة: تحتوي على مواد العناية بالسيارات، وتبيع البنزين وبعض أنواع المواد الاستهلاكية.
ـ الإنترنت: تعتمد هذه الطريقة على تسويق المنتجات عبر شبكة الإنترنت وتوصيل وشحن البضائع إلى العملاء بعد بيعها، حيث أصبحت هذه الخاصية من أهم وسائل التجارة الحديثة.
اقرا ايضا: النظام الاقتصادي الإسلامي