📌 مع توسع الدولة الإسلامية بعد الفتوحات الكبرى في العراق والشام ومصر، أدرك الخليفة عمر بن الخطاب أن استمرار النصر يتطلب تنظيمًا إداريًا وعسكريًا حديثًا.
جاء مشروعه التاريخي بتنظيم الجيش وتأسيس ديوان العطاء، ليكون أول نظام إداري متكامل في العالم الإسلامي يُعنى بتسجيل أسماء الجنود وتوزيع العطاء عليهم بانتظام وعدالة.
💡 دواعي المشروع؟
– بعد معركة القادسية واليرموك، ازدادت أعداد المقاتلين، وظهرت الحاجة لإحصاء الجنود وتحديد حقوقهم.
– لاحظ عمر أن العطاء العشوائي غير منصف، وأن بعض القبائل تُفضل في التوزيع دون ضوابط.
– استشار الصحابة، وكان من أبرزهم الحارث بن كلدة الثقفي والحرث بن نوفل وعبد الله بن الأرقم، فأوصوا بضرورة إنشاء سجل دائم للعطاء.
– تعود الفكرة إلى عمر بن الخطاب نفسه.
– استلهم نظام الدواوين من الفرس والروم بعد الاطلاع على سجلاتهم في العراق والشام.
نفّذ المشروع بمساعدة
– عبد الله بن الأرقم الزهري: أول من كتب الديوان.
– الحُر بن قيس والعلاء بن الحضرمي: ساعدا في التنفيذ والتطبيق الإقليمي.
🧱 أسس نظام الجيش وديوان العطاء
– تأسيس ديوان العطاء:
– يُسجّل فيه اسم الجندي، قبيلته، دوره في الفتح، ومرتبته.
– يُحدد العطاء السنوي بحسب القرب من النبي ﷺ والمشاركة في بدر والفتوحات.
تنظيم الجيش في وحدات نظامية:
– كل وحدة تضم 10، 100، 1000 مقاتل.
– تعيين قادة لكل وحدة، مع تحديد صلاحياتهم.
– رواتب ثابتة منتظمة:
– المهاجرون والأنصار في أعلى سلم الرواتب.
– مواليد الجند والتابعين يحصلون على عطاء متفاوت بحسب الدور.
دعم عائلات الجند:
– يُخصص عطاء لأبناء الجنود، ولزوجاتهم في حال الوفاة أو الغياب الطويل.
– نظام مبكر لما يُعرف اليوم بـ “التأمين العسكري”.
التفرغ للجندية:
الجندي لا يشتغل بالتجارة أثناء خدمته.
– الدولة تتكفل بنفقاته لضمان الجاهزية الكاملة.
من تولّى المسؤولية
– عبد الله بن الأرقم كان أول كاتب للديوان.
– الولاة المحليون أُمروا بتأسيس دواوين فرعية في الكوفة، البصرة، دمشق، ومصر.
– كان عمر بن الخطاب يشرف بنفسه على الديوان المركزي في المدينة المنورة.
📜 المدن التي أُنشئت فيها دواوين عسكرية
المدينة | سنة الإنشاء التقريبية | الملاحظات |
المدينة المنورة | 15 هـ | الديوان المركزي |
الكوفة | 17 هـ | لإدارة جند العراق |
البصرة | 18 هـ | لديوان الفتح البحري والخليجي |
دمشق | 16 هـ | إدارة الجند في الشام والأناضول |
الفسطاط | 20 هـ | إدارة جند مصر والبحر المتوسط |
نظام ترتيب ونسق الجيش
الوحدة | العدد التقريبي | القائد | الوظيفة |
الفصيل | 10 مقاتلين | رئيس الفصيل | أصغر وحدة قتالية، تُنَفِّذ أوامر مباشرة |
السرية | 100 مقاتل | قائد السرية | تُستخدم للمهام المحددة أو الاستطلاع |
الكتيبة | 300 – 500 مقاتل | أمير الكتيبة | وحدة متوسطة، غالبًا تتقدم الجبهة |
اللواء | 1000 – 5000 مقاتل | صاحب اللواء | يقود تشكيلًا قتاليًا مستقلًا نسبيًا |
الجيش | آلاف المقاتلين | القائد العام / الأمير | يُقسَّم إلى عدة ألوية وكَتائب |
📍 مميزات النسق العمراني للجيش
– دقة تنظيمية تشبه النماذج الرومانية والفارسية لكن بمضمون إسلامي.
– مرونة ميدانية مكّنت الجيوش الإسلامية من التفوق في معارك مثل القادسية واليرموك.
– انضباط داخلي ضمن وحدة القرار والتنفيذ وسهولة القيادة والسيطرة.
🔄 تطور النظام
عهد عثمان بن عفان:
– زادت المخصصات لبعض الأقاليم.
– ظهرت دواوين مالية متخصصة (ديوان الخراج).
العهد الأموي:
– تطوّر إلى جهاز أكثر مركزية.
– إنشاء ديوان الخاتم وديوان البريد العسكري.
العهد العباسي:
– ظهور الفرق النظامية مثل “الفرسان”، “الحرس”، و”الجند العباسي”.
– استخدام الورق بدل الجلود لتوثيق أسماء الجند.
🏛️ الأثر الحضاري
– تأسيس أول مؤسسة عسكرية مدنية متكاملة في الإسلام.
– تثبيت حقوق الجند وأسرهم، وضمان التوازن الاجتماعي.
– تحقيق العدالة في توزيع الثروات بحسب الجهد لا النسب.
– تعزيز الولاء للدولة لدى الجنود والجمهور.
📚 المصادر المعتمدة:
ابن سعد، الطبقات الكبرى
الطبري، تاريخ الرسل والملوك
د. علي الصلابي، عمر بن الخطاب – شخصيته وعصره
د. راغب السرجاني، دولة عمر
ابن الأثير، الكامل في التاريخ
مركز دراسات التاريخ الإسلامي، المؤسسة العسكرية الإسلامية في صدر الإسلام