رود فان نيستلروي
رود فان نيستلروي هو أحد أبرز المهاجمين الهولنديين في تاريخ كرة القدم، واشتهر بتسجيل الأهداف بغزارة طوال مسيرته.
ولد رود في 1 يوليو 1976 في بلدة أوس الهولندية، وبدأ مسيرته الكروية في بلاده قبل أن ينتقل إلى الأندية الكبرى في أوروبا، حيث صنع اسمه كواحد من أفضل المهاجمين في العالم.
بدايات متواضعة ومسيرة احترافية مذهلة
بدأ فان نيستلروي مسيرته الاحترافية مع نادي دين بوش الهولندي في الدرجة الثانية، وكان يلعب في البداية كلاعب وسط قبل أن يتم تحويله إلى مهاجم.
انتقاله إلى مركز الهجوم كان نقطة تحول مهمة في مسيرته، إذ أظهر موهبة غير عادية في تسجيل الأهداف.
بعد فترة ناجحة مع دين بوش، جذب رود أنظار الأندية الأكبر في هولندا، لينتقل إلى نادي هيرنفين حيث استمر في تطوير مهاراته.
في عام 1998، انتقل فان نيستلروي إلى نادي بي إس في آيندهوفن، وهو الانتقال الذي وضعه على خريطة كرة القدم الأوروبية.
خلال فترة وجوده في آيندهوفن، سجل فان نيستلروي 62 هدفًا في 67 مباراة بالدوري الهولندي، ما جعله محط أنظار الأندية الكبرى في القارة.
الانتقال إلى مانشستر يونايتد
في عام 2001، وقع فان نيستلروي عقداً مع مانشستر يونايتد الإنجليزي بصفقة ضخمة بلغت قيمتها 19 مليون جنيه إسترليني، ليبدأ واحدة من أبرز فترات مسيرته الكروية.
تحت قيادة المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون، أبدع رود في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأثبت أنه ليس فقط مهاجمًا قويًا بل أيضاً قناص مرمى من الطراز الأول.
في أول موسم له مع مانشستر يونايتد، سجل 23 هدفًا في الدوري، وهو رقم قياسي للاعب جديد في الدوري الإنجليزي حينها.
واستمر في تسجيل الأهداف موسمًا بعد موسم، ليصبح الهداف الرئيسي للفريق. كان يتمتع رود بقدرة رائعة على التواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب، مستغلاً قدرته على إنهاء الهجمات بطريقة قاتلة.
في المواسم التي قضاها مع يونايتد، سجل رود 150 هدفًا في 219 مباراة بجميع المسابقات.
إنجازات فردية وجماعية
ساهم فان نيستلروي بشكل كبير في نجاح مانشستر يونايتد خلال فترة تواجده. ورغم أنه لم يحقق الكثير من الألقاب مقارنة بزملائه، إلا أنه كان هداف الفريق باستمرار.
من أبرز إنجازاته مع النادي الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2002-2003، حيث سجل 25 هدفًا في ذلك الموسم. كما فاز مع الفريق بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية.
على المستوى الفردي، حصل رود على العديد من الجوائز، منها جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، ما يبرز تفوقه في البطولة الأوروبية.
كذلك حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي في موسم 2001-2002.
الانتقال إلى ريال مدريد
في عام 2006، غادر فان نيستلروي مانشستر يونايتد متوجهًا إلى ريال مدريد الإسباني. رغم تقدم عمره نسبياً، إلا أنه استمر في إظهار موهبته الفريدة في تسجيل الأهداف.
خلال أول موسمين له مع ريال مدريد، سجل 46 هدفًا في 68 مباراة بالدوري الإسباني، وساهم في فوز النادي بلقب الدوري مرتين متتاليتين.
كانت فترة رود مع ريال مدريد ناجحة، على الرغم من الإصابات التي عانى منها لاحقًا في مسيرته، والتي قللت من مشاركاته في المباريات.
ومع ذلك، فقد كان دائمًا يشكل تهديدًا كبيرًا على مرمى الخصوم عندما يكون داخل الملعب.
الإصابة والنهاية في أوروبا
عانى فان نيستلروي من إصابات متعددة في ركبته خلال مواسمه الأخيرة في ريال مدريد، ما أثر على أدائه وعدد مشاركاته.
في عام 2010، انتقل إلى نادي هامبورغ الألماني في محاولة لاستعادة مستواه البدني، وقضى موسمًا هناك قبل أن ينهي مسيرته الأوروبية مع نادي ملقا الإسباني في عام 2012.
مسيرته مع المنتخب الهولندي
على الرغم من مسيرته المتميزة مع الأندية، إلا أن مسيرته الدولية مع المنتخب الهولندي لم تكن بنفس النجاح.
شارك فان نيستلروي في عدة بطولات دولية، بما في ذلك كأس الأمم الأوروبية عام 2004 و2008، وكأس العالم 2006. إلا أن المنتخب الهولندي لم يحقق الكثير من الإنجازات خلال فترة تواجده.
سجل رود 35 هدفًا في 70 مباراة دولية مع منتخب بلاده، لكنه لم يحقق الألقاب الكبرى على المستوى الدولي.
ومع ذلك، سيظل فان نيستلروي دائمًا في ذاكرة عشاق الكرة الهولندية والعالمية كأحد أبرز المهاجمين الذين مروا في تاريخ المنتخب.
الإرث والتأثير
بعد اعتزاله اللعب، لم يبتعد رود فان نيستلروي عن كرة القدم، بل انتقل إلى التدريب وبدأ العمل مع الفرق الشابة في نادي بي إس في آيندهوفن، مساعدة المواهب الصاعدة في تحسين قدراتهم الهجومية.
إرثه في كرة القدم يظل مرتبطًا بقدرته الفائقة على تسجيل الأهداف، ومهارته في التحرك داخل منطقة الجزاء، إضافة إلى سلوكه الاحترافي طوال مسيرته.
بفضل أرقامه وإنجازاته مع الأندية الكبرى مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد، يُعتبر رود فان نيستلروي أحد أعظم المهاجمين في تاريخ اللعبة.
تمكن رود من كتابة اسمه بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم، وسيظل نموذجًا للمهاجم المثالي الذي يطمح العديد من اللاعبين الشبان إلى محاكاة نجاحاته.
اقرا ايضا: ماركو فان باستن.. أسطورة الكرة الأوروبية