قصة الطفل والباب الخشبي
كان هناك طفل صغير يُدعى سامي، يعيش في قرية صغيرة محاطة بالغابات الكثيفة. كان سامي فضولياً ومحباً للاستكشاف، وفي يومٍ من الأيام، أثناء تجوله في الغابة، عثر على باب خشبي قديم ومغلق بإحكام. كان الباب يبدو غامضًا، وكأن وراءه أسرارًا لا تُحصى.
اقترب سامي من الباب وبدأ يتفحصه. كان مصنوعًا من الخشب البني الداكن، وقد غطى الصدأ بعض أجزاءه. شعر سامي بالفضول الشديد لمعرفة ما يوجد خلف هذا الباب، فبدأ يدفعه بيديه، ولكن الباب لم يتحرك.
فكر سامي في استخدام بعض الأدوات التي كان يحملها في حقيبته. أخذ قطعة من الحجارة وبدأ يطرق الباب برفق. فجأة، سمع صوتًا يأتي من الداخل، كأن أحدًا يرد عليه. انتابته قشعريرة، لكنه قرر أن يستمر.
“من هناك؟” سأل سامي بصوت مرتفع.
“أنا روح الغابة،” جاء الرد بصوت عميق ومهيب. “لقد كنت أنتظر شخصًا مثلك، شجاعًا وقلبه طاهر.”
انفتح الباب ببطء، وكشف عن عالم ساحر مليء بالألوان الزاهية والأشجار العالية. كانت الطيور تغني، والزهور تتفتح، وكل شيء يبدو كما لو كان في حلم. دخل سامي، وعينيه تتسعان من الدهشة.
في هذا العالم الجديد، قابل سامي كائنات غريبة وودودة، مثل الجان والفراشات الكبيرة. أخبروه عن كنز مفقود في الغابة، وأنه الوحيد القادر على العثور عليه، لأنه يحمل في قلبه نقاءً لم يُعرف من قبل.
أخذ سامي عهداً على نفسه للبحث عن الكنز. بدأ مغامرته في عمق الغابة، يتبع الدروب المنحنية ويتسلق التلال الوعرة. واجه العديد من التحديات، ولكنه تذكر تشجيع أصدقائه الجدد، فاستمر في المضي قدمًا.
بعد ساعات من البحث، وصل إلى مكانٍ جميل حيث كانت الشمس تتسلل بين الأشجار، وكأنها ترسم لوحة فنية. هناك، تحت شجرة قديمة، وجد صندوقًا صغيرًا. فتحه بحذر ليجد بداخله كنزًا من الأحجار الكريمة، ولكن الأهم من ذلك، كان هناك كتابٌ قديم يحتوي على حكم وأسرار الحكمة.
عاد سامي إلى الباب الخشبي، وعندما خرج من الغابة، أدرك أن الكنز الحقيقي ليس في الأحجار الكريمة، بل في الدروس التي تعلمها خلال رحلته. ومنذ ذلك اليوم، أصبح سامي معروفًا في قريته بكونه الطفل الشجاع الذي اكتشف أسرار الغابة، وشارك حكم الكتاب مع أصدقائه وعائلته.
وهكذا، علم سامي أن المغامرة والتعلم هما كنوز الحياة الحقيقية.