دانييل ألبرتو باساريلا هو أحد أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ الأرجنتين والعالم، وهو معروف بكونه مدافعًا موهوبًا وقائدًا قويًا لمنتخب الأرجنتين في فترة السبعينيات والثمانينيات.
وُلد باساريلا في 25 مايو 1953 في مدينة تشاكابوكو بالأرجنتين، وقد ترك إرثًا رياضيًا لا يُنسى بفضل مساهماته الكبيرة في عالم كرة القدم سواء كلاعب أو كمدرب.
بداياته ومسيرته الكروية
بدأ دانييل باساريلا مسيرته الكروية في نادي سارمينتو، وهو نادٍ صغير في الأرجنتين، حيث لفت الأنظار بفضل مهاراته الدفاعية وقدرته على تسجيل الأهداف.
انتقل بعد ذلك إلى نادي ريفر بليت، أحد أكبر أندية الأرجنتين، حيث حقق نجاحًا كبيرًا وساهم في فوز الفريق بالعديد من البطولات المحلية.
تميز باساريلا بقدراته الفائقة على تسجيل الأهداف، وهو ما جعله استثناءً بين المدافعين. كان يُعتبر أحد أفضل المدافعين القادرين على تقديم مساهمة هجومية قوية، حيث كان يتقدم لتسجيل الأهداف من الركلات الثابتة والكرات العرضية.
بفضل هذه القدرات، تمكن باساريلا من تسجيل أكثر من 100 هدف خلال مسيرته الاحترافية، وهو رقم مذهل بالنسبة لمدافع.
باساريلا وقصة كأس العالم 1978
تعتبر بطولة كأس العالم 1978 التي أُقيمت في الأرجنتين هي المحطة الأبرز في مسيرة باساريلا، حيث كان قائدًا للمنتخب الأرجنتيني الذي توّج بالبطولة للمرة الأولى في تاريخه.
كان أداؤه في هذه البطولة رائعًا، حيث قاد الفريق بصلابة دفاعية وروح قتالية عالية، وكان مثالًا للقائد الذي يلهم زملاءه.
على الرغم من أنه لم يسجل أي هدف في هذه البطولة، إلا أن مساهماته الدفاعية كانت حاسمة في تأمين الفوز للمنتخب. وبهذا، أصبح دانييل باساريلا جزءًا من تاريخ الأرجنتين، وأحد أبطالها القوميين.
الفترة الأوروبية مع فيورنتينا وإنتر ميلان
بعد نجاحاته في الأرجنتين، انتقل باساريلا إلى أوروبا في أوائل الثمانينيات، حيث لعب مع نادي فيورنتينا الإيطالي ثم إنتر ميلان.
في إيطاليا، أظهر نفس القدرات الدفاعية والقيادية التي تميز بها في الأرجنتين، حيث أصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيلات الفرق التي لعب لها.
أثناء فترة تواجده في الدوري الإيطالي، استمر في تسجيل الأهداف رغم مركزه الدفاعي، وظل يحتفظ بمكانته كأحد أفضل المدافعين في العالم. بعد انتهاء فترة احترافه في إيطاليا، عاد إلى الأرجنتين لاستكمال مسيرته مع نادي ريفر بليت.
مسيرته التدريبية
بعد اعتزاله اللعب، دخل باساريلا عالم التدريب، حيث قاد العديد من الفرق الأرجنتينية والعالمية. كان أهم إنجازاته كمدرب هو قيادة منتخب الأرجنتين خلال فترة التسعينيات. قاد المنتخب في بطولة كأس العالم 1998، حيث خرج الفريق من ربع النهائي على يد هولندا.
على الرغم من أن مسيرته التدريبية لم تصل لنفس مستوى نجاحاته كلاعب، إلا أن باساريلا ظل شخصية محترمة في عالم كرة القدم، نظرًا لما قدمه للعبة كلاعب ومدرب.
إرثه وتأثيره على كرة القدم
يُعتبر دانييل ألبرتو باساريلا واحدًا من أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم، وقد ساهم في تغيير النظرة التقليدية لدور المدافع في الفريق.
بفضل مهاراته في تسجيل الأهداف وقدرته على قيادة الفريق، أصبح نموذجًا للمدافعين الذين يمتلكون تأثيرًا هجوميًا بالإضافة إلى واجباتهم الدفاعية.
علاوة على ذلك، فإن قيادته للمنتخب الأرجنتيني للفوز بكأس العالم 1978 جعلته أيقونة وطنية. باساريلا لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل كان رمزًا للقوة والالتزام والروح القيادية، وقد أثر في أجيال من اللاعبين الذين جاءوا بعده.