تتميز التربية الإسلامية بوسائل ربانية المصدر تسهم في بناء الفرد والمجتمع الصالح، حيث تتناغم هذه الوسائل مع خصائص النفس البشرية، وتتعدد لتستوعب جميع مداخلها ومختلف أطباعها. من أهم هذه الوسائل:
1. التربية بالقدوة
أجمع المربون المسلمون على أهمية اتباع قدوة شرعها الإسلام متمثلة في شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- كأول وأعظم قدوة.
يلي ذلك المربون والدعاة والعلماء والشخصيات البارزة في المجتمع الذين يكونون قدوات لمن يليهم من أفراد المجتمع.
الكائن البشري يتأثر بالقائد المشرف عليه في مختلف مراحل حياته؛ فالطفل يتأثر ويقتدي بوالديه، والفتى بمثله الأعلى الذي يمكن أن يكون أستاذه أو والده أو حتى شخصية تلفزيونية مشهورة، والناشئ يتأثر بالشخصيات البارزة على صعيد المجتمع.
2. التربية بالموعظة
النفس الإنسانية تتأثر بالكلام الموجَّه إليها، والقرآن الكريم حث على الموعظة من خلال العديد من آياته الكريمة. مثال على ذلك قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
3. التربية بالعقوبة
بعد القدوة والموعظة الحسنة والصبر الطويل، وعندما لا ينتج عنهما أي تقدم أو تحسن، يصبح العقاب ضرورة للمربي.
العقاب يندرج ضمن أساليب مختلفة؛ فقد يعتمد المربي على حرمان الولد من شيء يحبه أو يحرمه من نزهة، إلخ.
4. التربية بالقصة
القصة لها تأثير عظيم على الإنسان، والقرآن الكريم زاخر بالقصص التي تقدم العديد من المفاهيم العقائدية والإيمانية والنفسية والسياسية من خلال الاعتبار بما فيها من عبر ومعاني.
بهذه الوسائل المتعددة والمترابطة، تتكامل أساليب التربية الإسلامية لتحقيق الهدف الأسمى في بناء فرد ومجتمع صالح يتمتع بقيم إسلامية راسخة وأخلاق فاضلة.
اقرا ايضا: فوائد وتحديات التعليم الإلكتروني