معركة حجارة السجيل 2012
شهدت غزة في عام 2012 حربًا أطلقت عليها دولة الاحتلال في فلسطين اسم “عملية عامود السحاب”، واستمرت ثمانية أيام.
بدأت العملية في 14 نوفمبر 2012 باغتيال أحمد الجعبري، قائد الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، نتيجة غارة جوية صهيونية.
قبل العملية، تصاعدت الهجمات المتبادلة بين الصهاينة والفلسطينيين. وفقًا لحكومة الاحتلال، جاءت العملية ردًا على إطلاق أكثر من 100 صاروخ من غزة باتجاه دولة الاحتلال في فلسطين خلال 24 ساعة، بالإضافة إلى هجوم شنه مقاتلوا غزة على سيارة جيب عسكرية صهيونية، وانفجار عبوات ناسفة بالقرب من جنود صهاينة على الجانب الصهيوني من نفق تحت الجدار الفاصل في الضفة الغربية.
أعلنت حكومة الاحتلال أن هدف العملية هو وقف الهجمات الصاروخية من غزة على الأهداف المدنية الصهيونية وتعطيل قدرات الفصائل المسلحة هناك.
من جانبهم، ألقى الفلسطينيون اللوم على الحكومة الصهيونية في تصاعد العنف، واتهموا جيش الاحتلال بتنفيذ هجمات على المدنيين في غزة في الأيام التي سبقت العملية.
وأشاروا إلى الحصار المفروض على غزة والاحتلال الصهيوني للضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، كأسباب للهجمات الصاروخية.
خلال العملية، أعلن الجيش الصهيوني أنه نفذ أكثر من 1,500 غارة جوية على قطاع غزة، مستهدفًا منصات إطلاق الصواريخ، ومخازن الأسلحة، والمرافق الحكومية، والمناطق السكنية.
وفقًا لتقرير صادر عن مفوضية شؤون اللاجئين، استشهد 174 فلسطينيًا وأصيب المئات، وشُرّدت العديد من الأسر.
خلال العملية، كثفت حركة المقاومة الإسلامية حماس، كتائب القسام، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني هجماتها الصاروخية على المدن والبلدات الصهيوني.
أطلقت كتائب القسام على هذه العملية اسم “حجارة السجيل”، وتم خلالها إطلاق أكثر من 1,456 صاروخًا على دولة الاحتلال في فلسطين، إضافة إلى 142 صاروخًا سقطت داخل غزة نفسها.
استخدمت الجماعات المسلحة الفلسطينية مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ فجر-5 الإيرانية، صواريخ غراد الروسية، صواريخ القسام، ومدافع الهاون.
استهدفت بعض هذه الهجمات مدن مثل ريشون لتسيون، بئر السبع، أسدود، عسقلان، ومدن أخرى. وتعرضت تل أبيب للقصف لأول مرة منذ حرب الخليج عام 1991، كما أُطلقت الصواريخ على القدس أيضًا.
أسفرت هذه الهجمات عن مقتل ثلاثة صهاينة جراء ضربة مباشرة على منزل في كريات ملاخي. وبحلول نهاية العملية، قُتل ستة صهاينة، وأصيب 240 شخصًا، وتم علاج أكثر من 200 شخص بسبب الهلع.
اعترض نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي حوالي 421 صاروخًا، بينما سقط 142 صاروخًا داخل غزة نفسها، و875 صاروخًا في مناطق مفتوحة، و58 صاروخًا في مناطق حضرية داخل دولة الاحتلال. وفي تل أبيب.
أعربت كندا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، ودول غربية أخرى عن تأييدها لحق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها، وأدانوا هجمات حماس الصاروخية.
في المقابل، أدانت الصين، إيران، روسيا، مصر، تركيا، والعديد من الدول العربية والإسلامية الأخرى العملية الصهيونية على قطاع غزة.
عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة لمناقشة الوضع، ولكنه لم يتوصل إلى قرار. وبعد أيام من المفاوضات بين حماس ودولة الاحتلال، أُعلن في 21 نوفمبر عن وقف إطلاق النار بوساطة مصرية.
اقرا ايضا: معركة الفرقان في غزة 2008 – 2009