معركة الوهم المتبدد 2006
عملية “الوهم المتبدد” هي عملية عسكرية نفذتها ثلاث فصائل فلسطينية في غزة يوم 25 يونيو 2006.
شملت هذه الفصائل “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، و”ألوية الناصر صلاح الدين”، و”جيش الإسلام”.
أسفرت العملية عن استشهاد مقاومين فلسطينيين، ومقتل ثلاثة جنود صهاينة، واختطاف جندي رابع يدعى جلعاد شاليط.
تم تنفيذ العملية في مواقع الإسناد والحماية التابعة للاحتلال في موقع عسكري استخباري جنوب قطاع غزة، يمتد لمسافة تقارب الكيلومتر.
بدأت العملية بقصف تمهيدي استهدف حامية معبري صوفا وكرم أبو سالم باستخدام مدفعية الهاون. بعد ذلك، تسللت وحدة الاقتحام إلى الموقع العسكري عبر نفق أرضي، وتمركزت خلف صفوف الجنود الصهاينة، ثم انقسمت إلى عدة مجموعات.
كل مجموعة كانت مكلفة بضرب أهداف محددة، وكان من أبرز هذه الأهداف تفجير دبابة “الميركافا” التي كانت تقوم بأعمال الحماية والإسناد في الموقع.
أسفر الهجوم على الدبابة عن مقتل اثنين من طاقمها وإصابة آخر، وأسر جندي صهيوني على قيد الحياة.
أسباب معركة الوهم المتبدد
وفقاً لكتائب القسام، جاءت أسباب العملية كرد فعل على استمرار الاحتلال في معاقبة الشعب الفلسطيني على اختياره لحركة حماس في الانتخابات التشريعية التي حققت فيها الحركة أغلبية.
تضمن هذا العقاب تجويع الشعب ومساومته على لقمة عيشه وحليب أطفاله، بالإضافة إلى تصعيد العدوان العسكري الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 80 شخصًا وإصابة العشرات خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من تشكيل الحكومة العاشرة برئاسة إسماعيل هنية القيادي في حركة حماس.
دفعت عدة عوامل المقاومة الفلسطينية إلى تكثيف عملياتها بعد الانسحاب الصهيونيمن غزة. كان أبرزها تدهور أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال، حيث وصل عدد الأسرى الفلسطينيين والعرب إلى حوالي 8500 أسير عشية الانسحاب.
تضمنت هذه المجموعة 116 أسيرة، تعرضن للعنف والتعذيب والعزل الانفرادي من قبل السلطات في دولة الاحتلال.
اقرا ايضا: معركة حجارة السجيل 2012
نتائج معركة الوهم المتبدد
1. أسر الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط”: تمكنت المقاومة من أسر الجندي شاليط بعد تدمير دبابة ميركافا 3 المتطورة. أسفرت العملية عن مقتل قائد الدبابة ومساعده، وإصابة ستة جنود آخرين بجروح. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير ناقلة جند مصفحة وإلحاق أضرار جزئية بالموقع العسكري الاستخباري المعروف بالبرج الأحمر.
2. صفقة تبادل الأسيرات: نجحت المقاومة في تحرير 20 أسيرة فلسطينية وثلاثة أسرى من الجولان السوري مقابل شريط فيديو للجندي الأسير شاليط مدته دقيقة واحدة. تمت هذه الصفقة بوساطة ألمانية وعرفت بصفقة الحرائر.
3. صفقة وفاء الأحرار: تمت بوساطة المخابرات المصرية، وأدت إلى الإفراج عن 1027 أسير على مرحلتين. شملت المرحلة الأولى الإفراج عن 450 أسيرا، من بينهم 315 محكومون بالسجن المؤبد، والبقية محكومياتهم عالية، بالإضافة إلى 27 أسيرة، منهن خمس محكومات بالسجن المؤبد. المرحلة الثانية نُفذت بعد شهرين وشملت أسرى غير معتقلين على خلفيات جنائية.
مزايا معركة الوهم المتبدد
نقلت العملية المقاومة من موقع الدفاع إلى الهجوم. في السابق، كانت المقاومة تركز على التصدي للاجتياحات في قطاع غزة، لكن هذه العملية تميزت بكونها الأولى التي نجحت في اختطاف جندي صهيوني من داخل موقعه المحصن، مما يمثل ضربة قوية للاحتلال وتجهيزاته.
حققت العملية إنجازاً أمنياً كبيراً لصالح المقاومة، حيث استطاعت الاحتفاظ بالجندي “شاليط” لمدة خمس سنوات في ظل ظروف أمنية معقدة. لم يتم الإفراج عنه إلا بعد صفقة مهينة للاحتلال.
تسببت العملية في إرباك أجهزة الأمن والجيش لدولة الاحتلال، إذ نشأت خلافات حادة بين جهاز الأمن الصهيوني “الشاباك” والجيش الصهيوني بسبب الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية. فقد تمكنت الفصائل من حفر نفق لاستخدامه في الاقتحام دون أن يكتشف العدو الأمر ويدمر النفق قبل تنفيذ العملية.
اقرا ايضا: معركة العصف المأكول 2014