يحكي رجل أعمال سعودي عن تجربة مؤثرة عايشها بعد وفاة شريكه في التجارة، وكيف أن الوفاء والعلاقات الإنسانية تجاوزت الأزمات المالية.
فصول القصة:
كان الرجل يعمل في التجارة مع صديقه سعود في مدينة بريدة. في يوم من الأيام، ذهب للصلاة في الجامع الكبير، حيث أعلَن الإمام عن صلاة الجنازة. كانت الصدمة كبيرة عندما اكتشف أن المتوفى هو سعود، الذي توفي فجأة بسكتة قلبية.
مرت عدة أشهر بعد الوفاة، وبدأ الرجل يسوي حساباته مع ورثة سعود. علم أن صديقه الراحل كان عليه دين بقيمة 300 ألف ريال، وطلب منه التاجر الدائن أن يشهد على هذا الدين أمام أبناء سعود. لكن الدائن لم يكن لديه وثائق تثبت الدين، ورفض الورثة دفع المبلغ دون إثبات رسمي.
ابن سعود قال له بوضوح: “لم يترك لنا والدنا سوى 500 ألف ريال، فهل يجب علينا سداد دين غير موثق ونبقى بلا مال؟” في تلك اللحظة، شعر التاجر بحزن عميق وتخيل صديقه سعود معلقًا في قبره بسبب دينه.
القرار الصعب:
لم يستطع التاجر النوم ليلتين، وعندما أغلق عينيه، كانت تظهر له ابتسامة سعود وكأن صديقه ينتظره ليقوم بشيء ما. قرر أن يفعل ما هو صواب، وعرض محله التجاري وكل بضاعته للبيع. وبمبلغ 350 ألف ريال، قام بسداد دين سعود.
بعد أسبوعين، جاءه التاجر الدائن وأعاد له 100 ألف ريال، مشيدًا بتضحياته. كما روى التاجر قصته لمجموعة من تجار بريدة، مما أدى إلى اتصالات من تجار آخرين يقدمون له الدعم.
مساعدات غير متوقعة:
حصل التاجر على محلين جديدين مجانًا من أحد التجار، وكذلك وصلته بضاعة من تاجر آخر، حيث قال له: “عندما تبيعها، يمكنك أن تدفع لنا نصف قيمتها فقط، والنصف الآخر هدية لك.”
بدأت المساعدات تتوالى من أشخاص لا يعرفهم، وتجارته انتعشت بشكل كبير. ومرت السنوات، وبحلول رمضان عام 1437، كان قد أخرج زكاة مالي بقيمة ثلاثة ملايين ريال.
خاتمة:
تعلم الرجل من هذه التجربة أن الوفاء والعلاقات الإنسانية يمكن أن تفتح أبوابًا جديدة من النجاح، وأن العمل مع القيم الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية تفوق كل التوقعات.
اقرا ايضا: صفعة على خد أشهر عالم رياضيات في التاريخ