فضل الدعوة إلى الله وأهميتها في الإسلام
الدعوة إلى الله، وتبليغ رسالة الإسلام، ونَشْرها من أحبّ الأعمال عند الله وأشرفها؛ قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
فالدعوة إلى الله تعتبر من أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها، فهي تحمل رسالة الإسلام وتنشر الخير بين الناس.
وظيفة الرسل وأتباعهم
الدعوة إلى الله هي وظيفة الرسل عليهم السلام والتابعين لهم، قال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). فالرسل قدوة لنا في هذا المجال، وعلينا أن نتبع نهجهم في نشر رسالة الإسلام.
أحسن الأقوال
من فضائل الدعوة إلى الله تعالى أنها أحسن الأقوال عند الله عز وجل، كما ورد في قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
فالدعوة إلى الله تجمع بين القول الحسن والعمل الصالح والإعلان بالانتماء إلى الإسلام.
أجر الداعية
يحصل الداعية على أجر من يعمل الخير بسبب دعوته له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم.
فالداعية ينال الأجر المضاعف من الله بسبب تأثيره الإيجابي على الآخرين ودلالتهم على الخير.
النجاة من اللعنة والعذاب
تعد الدعوة إلى الله سببًا للنجاة من اللعنة والعذاب، فبسبب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحل اللعنة، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
وينجي الله تعالى الدعاة إليه عن السوء إذا حل العذاب بالذين ظلموا كما قال سبحانه: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
يشمل الداعية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن سمع حديثاً ثم نقله إلى من لم يسمعه فقال: (نضَّر الله امرأً سمع منا حديثاً فنقله إلى من لم يسمعه فربَّ حامل فقه غير فقيه وربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه) رواه أحمد. فهذا الدعاء يظهر فضل نقل العلم والدعوة إلى الله.
أمر النبي بالدعوة
أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّتَه بالدعوة إلى الله عز وجل، كل بحسب استطاعته، فقال صلى الله عليه وسلم: (بلِّغوا عني ولو آيةً) رواه البخاري. وهذا يدل على أن الدعوة إلى الله واجب على كل مسلم، كلٌّ بقدر ما يستطيع.
خيرية الأمة
بالدعوة إلى الله نالت هذه الأمةُ الخيريةَ، فكان لها السبق على سواها من الأمم، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ).
فالدعوة إلى الله هي سبب من أسباب تميز الأمة الإسلامية وعلو شأنها.
عظيم الأجر والثواب
في الدعوة إلى الله عظيم الأجر والثواب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (مَن دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تبعه، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا) سنن الترمذي.
فهذا الحديث يوضح مدى الأجر العظيم الذي يحصل عليه الداعية إلى الله، وأيضاً يبين خطورة الدعوة إلى الضلالة.
في الختام
الدعوة إلى الله هي من أعظم الأعمال وأشرفها، وهي وظيفة الرسل وأتباعهم، وتحمل في طياتها أحسن الأقوال، وينال الداعية من خلالها أجراً عظيماً.
فهي سبب للنجاة من اللعنة والعذاب، وتشمل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بها النبي كل مسلم بحسب استطاعته.
بها نالت الأمة الإسلامية الخيرية والتفوق على باقي الأمم، وفيها من الأجر والثواب ما لا يعد ولا يحصى. فلنحرص جميعاً على الدعوة إلى الله ونشر رسالته بكل حب وإخلاص.
اقرا ايضا: مصادر التشريع في الدين الإسلامي