صلاة الشروق
صلاة الشروق هي صلاة نافلة يؤديها المسلم بعد شروق الشمس بمدة معينة، ويطلق عليها أيضًا صلاة الضحى.
تعتبر صلاة الشروق من الصلوات المستحبة التي ورد فيها فضل عظيم، إذ تُعَدّ من الأعمال التي تقرب العبد إلى الله، وتكون سببًا في حصول الأجر والثواب.
سنستعرض في هذا المقال مفهوم صلاة الشروق، ووقتها، وكيفية أدائها، وفضلها، إضافة إلى النصوص الدينية التي وردت فيها.
ما هي صلاة الشروق؟
صلاة الشروق هي صلاة نافلة يؤديها المسلم بعد شروق الشمس مباشرةً بمدة محددة تقدر بحوالي 15 إلى 20 دقيقة بعد الشروق.
تُعتبر هذه الصلاة جزءًا من صلاة الضحى، ولكن إن صُلِّيت تحديدًا في بداية وقت الضحى، أي بعد شروق الشمس، يُطلق عليها اسم صلاة الشروق.
وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الضحى، وبيّن فضلها الكبير لمن يصليها بانتظام.
وقت صلاة الشروق
يبدأ وقت صلاة الشروق بعد شروق الشمس بحوالي 15 دقيقة، ويستمر وقتها حتى قبيل الظهر.
ينتهي وقت الضحى – الذي تشمل صلاة الشروق جزءًا منه – قبيل أذان الظهر، مما يعني أن المسلم يمكنه أداء هذه الصلاة في هذا النطاق الزمني.
يُفضل أداؤها في بداية وقتها، إذ أن أداء الصلاة بعد الشروق مباشرة يُعَدّ من الأعمال التي فيها فضل كبير وثواب عظيم.
كيفية أداء صلاة الشروق
صلاة الشروق هي صلاة نفل تتكون من ركعتين على الأقل، ويمكن للمسلم أن يزيد حسب رغبته وقدرته، ولكن يُستحب أن تكون عدد الركعات مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين. ويمكن للمسلم أداءها بهذه الخطوات البسيطة:
- النية: النية تكون في القلب، ويُقصد بها نية صلاة الشروق أو الضحى.
- التكبير وقراءة الفاتحة وسورة قصيرة: يبدأ المسلم الصلاة بالتكبير (تكبيرة الإحرام) ويقرأ سورة الفاتحة، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن.
- الركوع والسجود: يكمل المسلم الركوع والسجود كالمعتاد، ثم يقوم لأداء الركعة الثانية.
- التشهد والسلام: بعد الانتهاء من الركعتين، يجلس للتشهد ويسلم.
يجوز للمسلم أن يزيد في عدد الركعات حسب رغبته، ولكن يُفضل أن يصليها ركعتين ركعتين، مع استحضار النية الصادقة والحرص على الطمأنينة في الصلاة.
فضل صلاة الشروق
وردت أحاديث كثيرة تُظهر فضل صلاة الشروق والأجر الكبير الذي يناله المسلم بأدائها. من أبرز ما ورد في فضلها حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “من صلى الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة” (رواه الترمذي).
وهذا الحديث يبين أن من يصلي صلاة الفجر جماعة، ثم يظل في ذكر الله حتى شروق الشمس، ثم يصلي ركعتين – صلاة الشروق – يكون له أجر كبير يعادل أجر الحجة والعمرة الكاملة.
ويُعَدّ هذا الفضل من الأسباب التي تشجع المسلم على المداومة على هذه الصلاة، إذ يحصل المسلم على أجر عظيم وتزداد حسناته وتُكفّر سيئاته، إضافة إلى ما يناله من طمأنينة وراحة نفسية بعد أداء هذه العبادة.
الحكمة من صلاة الشروق
صلاة الشروق من الصلوات التي تعزز الصلة بين العبد وربه، وتعتبر من العبادات التي تؤدي إلى السكينة والاستقرار النفسي، وتزيد من تقوى المسلم وخشوعه.
فالمداومة على النوافل مثل صلاة الشروق تزيد من حسنات المسلم وترفع من درجاته، وتجعله أكثر قربًا من الله.
ومن الناحية الصحية، يُسهم الاستيقاظ المبكر وأداء صلاة الفجر والجلوس للذكر في شروق الشمس وأداء ركعتي الشروق في تعزيز النشاط البدني وتحسين المزاج.
نصائح لأداء صلاة الشروق بانتظام
لمن يرغب في أداء صلاة الشروق بانتظام، يمكن اتباع النصائح التالية:
- تنظيم النوم والاستيقاظ المبكر: الاستيقاظ لصلاة الفجر يتيح للمسلم أداء صلاة الشروق بسهولة بعد شروق الشمس.
- الإكثار من الذكر بعد صلاة الفجر: بعد صلاة الفجر، يمكن للمسلم الجلوس في مصلاه وذكر الله، مما يساعده على الاستعداد لأداء صلاة الشروق.
- التذكير بأجر صلاة الشروق: استحضار الأجر العظيم لصلاة الشروق يُحفز المسلم للمداومة عليها.
خاتمة
صلاة الشروق هي من النوافل التي تُعد فرصة يومية للحصول على أجر كبير وفضل عظيم، وتعتبر من الأعمال التي تقرب المسلم من الله وتزيد من حسناته.
إن الحفاظ على هذه الصلاة يمنح المسلم السكينة والطمأنينة ويقوي إيمانه، ويُعد من أفضل الأعمال التي يحرص المسلمون على أدائها.
اقرا ايضا: ما هي الكبائر في الاسلام