سوء التغذية
سوء التغذية يُعدّ من أبرز المشكلات الصحية التي تؤثر على حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
يحدث سوء التغذية عندما لا يحصل الجسم على الكميات المناسبة من العناصر الغذائية الضرورية، سواء كان ذلك نتيجة لنقص الغذاء أو تناول أغذية غير صحية تفتقر للعناصر الضرورية.
يُعدّ سوء التغذية ظاهرةً متفاقمة في العديد من البلدان، خاصةً تلك التي تعاني من الفقر والنزاعات والأزمات الاقتصادية.
أسباب سوء التغذية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى سوء التغذية، منها:
- الفقر: عدم القدرة على توفير الغذاء الصحي والمتوازن يعد من الأسباب الرئيسية لسوء التغذية، إذ أن العديد من الأفراد والعائلات لا يملكون الموارد المالية اللازمة لشراء الأطعمة الصحية.
- نقص الوعي الغذائي: عدم معرفة الأفراد بأهمية تناول غذاء متوازن يؤدي إلى عدم اختيار الأطعمة الصحيحة.
- الأمراض المزمنة: بعض الأمراض مثل السرطان وأمراض الجهاز الهضمي قد تؤدي إلى تدهور امتصاص الجسم للعناصر الغذائية.
- العادات الغذائية السيئة: تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والسكريات بكميات كبيرة يُساهم في نقص العناصر الغذائية الأساسية.
- الاضطرابات النفسية: مثل الاكتئاب أو فقدان الشهية العصبي قد تؤدي إلى قلة تناول الطعام أو تناول أطعمة غير صحية.
أنواع سوء التغذية
يتمثل سوء التغذية في نوعين أساسيين:
- نقص التغذية: يحدث عندما لا يحصل الفرد على كمية كافية من الطاقة أو البروتينات أو الفيتامينات والمعادن. يؤدي نقص التغذية إلى ضعف الجسم وتأثر الوظائف الحيوية.
- التغذية الزائدة: يحدث هذا النوع عندما يتم تناول كميات زائدة من الطاقة أو الدهون أو السكريات، ما يؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
أبرز الأمراض الناتجة عن سوء التغذية
تتسبب سوء التغذية في العديد من الأمراض التي تؤثر على الصحة العامة وتقلل من جودة الحياة. من أبرز هذه الأمراض:
- فقر الدم (الأنيميا): يحدث نتيجة لنقص الحديد في الجسم، وهو العنصر الضروري لإنتاج الهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين إلى خلايا الجسم. يعاني مرضى الأنيميا من الإرهاق، والدوار، وصعوبة التركيز.
- الكُساح: مرض يؤثر على العظام، يحدث نتيجة لنقص فيتامين “د” أو الكالسيوم. يؤدي الكُساح إلى ضعف العظام، وتشوه الهيكل العظمي، خاصةً عند الأطفال.
- البري بري: مرض ناتج عن نقص فيتامين “ب1” (الثيامين)، ويؤثر على الجهاز العصبي والدورة الدموية. يعاني المصابون بالبري بري من ضعف العضلات، والتعب، واضطرابات في القلب.
- السكري: السمنة وسوء التغذية التي تعتمد على تناول كميات كبيرة من السكريات والدهون قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني. يتسبب هذا المرض في اضطراب نسبة السكر في الدم ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
- ضعف الجهاز المناعي: يؤثر سوء التغذية سلباً على قدرة الجسم على مكافحة العدوى، حيث يضعف الجهاز المناعي ويجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
- السُمنة: تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والفقيرة بالعناصر الغذائية يؤدي إلى زيادة الوزن المفرطة والسمنة، ما يعرض الجسم للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
- الهزال: يحدث عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من البروتينات والطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل مفرط وضعف العضلات. ينتشر هذا المرض بين الأطفال في الدول التي تعاني من المجاعات.
آثار سوء التغذية على المجتمع
سوء التغذية لا يؤثر فقط على الأفراد، بل يمتد تأثيره إلى المجتمع بأسره. من الآثار المجتمعية لسوء التغذية:
- التأثير على الإنتاجية: الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية يكونون أقل قدرة على العمل والإنتاج، ما يؤثر على الاقتصاد المحلي.
- زيادة تكاليف الرعاية الصحية: الأمراض الناتجة عن سوء التغذية تتطلب رعاية طبية مستمرة، مما يزيد من العبء على أنظمة الرعاية الصحية.
- ضعف النمو العقلي: الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يكونون أكثر عرضة لمشاكل التعلم وضعف التحصيل الدراسي.
الوقاية من سوء التغذية
للوقاية من سوء التغذية، يجب على الأفراد والمجتمعات اتخاذ العديد من الإجراءات:
- التوعية الغذائية: نشر الوعي بأهمية تناول غذاء متوازن غني بالعناصر الضرورية.
- تعزيز الزراعة المحلية: دعم الزراعة المحلية وتوفير الغذاء بأسعار معقولة.
- الاهتمام بصحة الأطفال: توفير برامج تغذية مدرسية للأطفال لضمان حصولهم على غذاء صحي.
- الرعاية الصحية: تقديم الفحوصات الطبية الدورية للكشف عن نقص العناصر الغذائية في وقت مبكر وعلاجها.
اقرا ايضا: قلع الأسنان الدائمية.. أسبابه وآثاره