سعد زغلول
سعد زغلول، أحد أبرز القادة السياسيين في تاريخ مصر الحديث، وُلد في 1857 بقرية إبيانة بمحافظة كفر الشيخ.
كان زغلول محاميًا، قاضيًا، ووزيرًا، ولكن دوره الأكثر بروزًا كان كقائد للحركة الوطنية المصرية ضد الاحتلال البريطاني.
تُعد مسيرته السياسية محطة مهمة في نضال المصريين من أجل الحرية والاستقلال.
بداية المسيرة السياسية
تلقى سعد زغلول تعليمه في الأزهر الشريف، ثم انتقل إلى دراسة القانون، ما أتاح له فرصة الاطلاع على مختلف جوانب النظام القضائي والسياسي المصري.
بدأ مشواره السياسي كمحامٍ، لكنه سرعان ما انخرط في العمل العام والسياسي، حيث تأثر بالتحولات السياسية الكبيرة التي كانت تشهدها مصر في ظل الاحتلال البريطاني.
في بداية حياته السياسية، انضم سعد زغلول إلى حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية الذي كان يهدف إلى تحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي.
كان لديه رؤية واضحة حول ضرورة استقلال مصر عن الهيمنة البريطانية، التي كانت تسيطر على البلاد منذ 1882.
ثورة 1919: الدور القيادي
في عام 1919، لعب سعد زغلول دورًا حاسمًا في قيادة الحركة الوطنية المصرية عندما قامت ثورة 1919.
قاد الوفد المصري الذي طالب بالاستقلال التام عن بريطانيا وحق المصريين في تقرير مصيرهم.
حاول زغلول التفاوض مع البريطانيين من أجل الحصول على استقلال مصر، ولكن رفض السلطات البريطانية لمطالبه أدى إلى اعتقاله ونفيه إلى جزيرة مالطا.
كان نفي سعد زغلول الشرارة التي أشعلت ثورة 1919. خرج الشعب المصري بجميع طوائفه إلى الشوارع في احتجاجات واسعة تطالب بعودة زغلول والاستقلال.
هذه الثورة التي شاركت فيها مختلف شرائح المجتمع، من الفلاحين إلى العمال والنخبة المثقفة، كانت تعبيرًا صريحًا عن وحدة المصريين وتوقهم للحرية.
حزب الوفد
بعد عودته من المنفى، أسس سعد زغلول حزب الوفد، الذي أصبح القوة السياسية الرئيسية في مصر.
عمل الحزب على تمثيل المطالب الشعبية في الاستقلال والتحرر من السيطرة الأجنبية، كما لعب دورًا كبيرًا في صياغة السياسة المصرية في تلك الفترة.
كان الوفد يعبر عن إرادة المصريين في الحرية والاستقلال، وتمكن من توحيد الطبقات الاجتماعية المختلفة تحت راية واحدة.
أصبح زغلول رمزًا للمقاومة المصرية، وكان يحظى بشعبية واسعة لدى المصريين الذين رأوا فيه قائدًا وطنيًا يسعى لتحقيق تطلعاتهم.
مفاوضات الاستقلال
في عام 1922، وبعد سلسلة من المفاوضات بين زغلول والبريطانيين، حصلت مصر على استقلال جزئي وإلغاء الحماية البريطانية.
وعلى الرغم من أن هذا الاستقلال لم يكن كاملاً، إلا أنه كان خطوة هامة نحو تحقيق السيادة المصرية الكاملة.
استمر سعد زغلول في مساعيه لتحقيق استقلال تام، وشغل منصب رئيس الوزراء في 1924.
خلال هذه الفترة، حاول تنفيذ إصلاحات سياسية واجتماعية تهدف إلى تعزيز مؤسسات الدولة المصرية وتحقيق تطلعات الشعب.
ومع ذلك، واجه زغلول العديد من التحديات، سواء من القوى الاستعمارية أو من داخل الساحة السياسية المصرية.
وفاته وإرثه
توفي سعد زغلول في 1927، لكنه ظل رمزًا خالدًا للحركة الوطنية المصرية. يعتبر زغلول أحد الأبطال القوميين الذين قدموا الكثير من التضحيات في سبيل تحرير مصر من الاستعمار.
لعب دورًا مهمًا في تأسيس مصر الحديثة ووضع الأسس للحياة السياسية والدستورية التي تبلورت في العقود التالية.
يعتبر سعد زغلول اليوم شخصية محورية في تاريخ مصر، ويمثل رمزًا للكفاح من أجل الحرية والاستقلال.
ساهمت جهوده في إلهام الأجيال القادمة من المصريين للتمسك بحقوقهم والعمل من أجل مستقبل أفضل.
اقرا ايضا: أبقراط.. مؤسس الطب الحديث