يُعد الكساد الكبير أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة والعالم، حيث بدأت هذه الأزمة في أواخر العشرينيات من القرن العشرين واستمرت طوال عقد الثلاثينيات، مخلفة وراءها تأثيرات عميقة على الاقتصاد والمجتمع الأميركي والعالمي.
أسباب الكساد الكبير
تعود جذور الكساد الكبير إلى عدة عوامل، منها:
- انهيار سوق الأسهم في عام 1929: في 29 أكتوبر 1929، المعروف بـ”الثلاثاء الأسود”، انهارت أسعار الأسهم في بورصة وول ستريت، مما أدى إلى فقدان مليارات الدولارات وتدمير ثقة المستثمرين.
- سياسات نقدية غير فعالة: اتبعت الحكومة الفيدرالية والبنك الاحتياطي الفيدرالي سياسات نقدية متشددة أدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.
- التفاوت الاقتصادي: كان هناك تفاوت كبير في توزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء، مما أدى إلى ضعف القوة الشرائية لدى غالبية السكان.
- فشل النظام المصرفي: شهدت البنوك انهيارات جماعية نتيجة للفشل في تحصيل القروض المستحقة، مما أدى إلى فقدان المدخرات وتراجع النشاط الاقتصادي.
تأثيرات الكساد
- البطالة: ارتفعت معدلات البطالة إلى مستويات قياسية، حيث فقد الملايين وظائفهم.
- الفقر والجوع: تفاقمت حالات الفقر والجوع، وظهرت “طوابير الخبز” و”مدن الخيام” كرموز للمعاناة اليومية.
- الهجرة: اضطر العديد من الناس إلى الهجرة بحثًا عن فرص عمل وظروف حياة أفضل.
- التغيرات السياسية والاجتماعية: أدى الكساد إلى صعود حركات سياسية واجتماعية جديدة تطالب بإصلاحات شاملة.
إستجابة الحكومة
استجابت الحكومة الأميركية للأزمة بعدة طرق، أبرزها:
- السياسات الاقتصادية الجديدة: أطلق الرئيس فرانكلين د. روزفلت سلسلة من البرامج والمشاريع الاقتصادية المعروفة باسم “الصفقة الجديدة” (New Deal) التي هدفت إلى إنعاش الاقتصاد.
- إصلاحات مصرفية: تم تأسيس قوانين وتنظيمات جديدة لتحسين استقرار النظام المصرفي ومنع تكرار الانهيارات المصرفية.
- تحفيز البنية التحتية: أطلقت الحكومة مشاريع كبيرة لتحسين البنية التحتية، مما وفر فرص عمل لملايين العمال.
في الختام
على الرغم من أن الكساد الكبير كان فترة مظلمة في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنه أفرز دروسًا مهمة في مجال الاقتصاد والسياسة.
هذه الأزمة شكلت نقطة تحول في كيفية تعامل الحكومات مع الأزمات الاقتصادية وأثرت بشكل كبير على السياسات الاقتصادية والاجتماعية في العقود التالية.
اليوم، ما زالت ذكريات الكساد الكبير تحذر من مخاطر الاضطرابات الاقتصادية وتؤكد على أهمية الاستعداد والاستجابة الفعالة لمثل هذه الأزمات.
اقرا ايضا: الذعر المصرفي الأميركي 1907