عشرين عامًا تقريبًا توشك على الانتهاء منذ أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية حربها في أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001. تعتبر هذه الحرب الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
في عام 2003، اتخذ الرئيس جورج بوش الابن قرارًا بإرسال القوات الأمريكية لمحاربة تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان.
وعندما تولى باراك أوباما الرئاسة في 2008، وعد بإعادة تلك القوات إلى الوطن. ومع ذلك، مع تصاعد النزاع، زاد عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان ليصل إلى حوالي 100 ألف جندي في عام 2009.
وفي عام 2011، أعلنت الولايات المتحدة مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، معتبرة أن مهمتها في أفغانستان قد أُنجزت.
وبدأت في عام 2014 سحب قواتها تدريجيًا، مع الاحتفاظ بعدد محدود لدعم القوات الأفغانية النظامية. وفي العام 2021، قرر الرئيس جو بايدن سحب جميع القوات الأمريكية بحلول نهاية العام.
إلا أنه مع بدء عملية الانسحاب، تقدمت حركة طالبان وسيطرت على العديد من الولايات وصولاً إلى العاصمة كابول.
في 15 أغسطس 2021، أعلنت حركة طالبان دخولها القصر الرئاسي في كابول بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد، ما يثير التساؤلات حول تكلفة هذه الحرب التي استمرت لعقدين.
تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت على الاقتراض لتمويل الحرب، مما سيشكل عبئًا ماليًا على الأجيال القادمة.
التكلفة البشرية للحرب في أفغانستان
خلال ما يقارب العشرين عامًا، فقدت الولايات المتحدة 2448 جنديًا في أفغانستان حتى أبريل 2021، إضافة إلى مقتل حوالي 3846 من المتعاقدين الأمريكيين.
كما تكبدت القوات الأفغانية والشرطة خسائر بلغت نحو 66 ألف قتيل، بينما قُتل 1144 جنديًا من قوات الحلفاء وحلف الناتو.
كما أودت الحرب بحياة أكثر من 47 ألف مدني أفغاني و51191 من المسلحين. وقد تسببت أيضًا في مقتل 444 من عمال الإغاثة و72 صحفيًا. ومن بين 775 ألف جندي أمريكي خدموا في أفغانستان، أصيب حوالي 20 ألف جندي.
التكلفة المادية للحرب في أفغانستان
وفقًا لوكالة “أسوشييتد برس”، من المتوقع أن تصل فوائد القروض الأمريكية المخصصة للحرب إلى 6.5 تريليون دولار بحلول عام 2050.
وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من 140 مليار دولار على المساعدات لأفغانستان منذ عام 2002، بينما بلغت تكلفة العمليات القتالية الأمريكية، بما في ذلك دعم القوات الأفغانية، أكثر من 820 مليار دولار.
تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة قد التزمت بدفع تكاليف الرعاية الصحية والتأمين ودفع تعويضات المحاربين القدامى في أفغانستان والعراق بأكثر من 2 تريليون دولار.
من الجدير بالذكر أن ألمانيا كانت ثاني أكبر قوة عسكرية في أفغانستان بعد الولايات المتحدة، وقد فقدت عددًا من جنودها في المعارك أكثر من أي مكان آخر منذ الحرب العالمية الثانية.
ولا تزال أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم، حيث تحتل المرتبة 169 من بين 189 دولة على مؤشر التنمية البشرية، مع متوسط عمر متوقع يبلغ 64 عامًا ودخل قومي للفرد يقدر بحوالي 2200 دولار سنويًا.
اقرا ايضا: الشعب الفلسطيني.. أرقام وإحصائيات