– أصبحت السياحة في عصرنا الحديث، أكثر من مجرد استكشاف أماكن جديدة، بل هي تجربة شاملة تجمع بين الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتعرف على ثقافات متنوعة.
– السياحة الرياضية من أبرز أشكال السياحة التي تنمو بشكل متسارع في السنوات الأخيرة؛ هذه الظاهرة تجمع بين شغف الرياضة ورغبة السفر، تجذب ملايين الزوار سنويًا، وتفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد المحلي ولتنمية البنية التحتية في العديد من الدول.
– تعد السياحة الرياضية واحدة من أبرز أنواع السياحة التي تجمع بين الرياضة والاستكشاف الثقافي والطبيعي.
– تشكل مزيجًا فريدًا من النشاط البدني، المنافسة الرياضية، والراحة، مما يجعلها محور اهتمام العديد من الدول والمجتمعات.
– تنتشر بشكل متزايد حول العالم، وقد أصبحت صناعة قوية تساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي والعالمي.
تعريفها:
– نشاط يعنى بالسفر إلى أماكن معينة بهدف ممارسة الأنشطة الرياضية أو حضور الفعاليات الرياضية.
– تشمل السفر للمشاركة في الأحداث الرياضية مثل البطولات، أو لحضور المباريات الكبيرة، مثل كأس العالم أو الألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى السياحة المرتبطة بممارسة الرياضات على مختلف الأصعدة، سواء كانت رياضات مائية، تسلق جبال، أو رياضات أخرى.
أهميتها:
– التأثير العميق على جوانب متعددة في المجتمعات والدول؛ ومن هذه التأثيرات:
- تعمل على جذب الزوار من كافة أنحاء العالم، مما يعزز حركة السفر والسياحة.
- تحسين صورة الوجهات السياحية؛ من خلال المشاركة في فعاليات رياضية هامة، وهو ما يعزز من صورة الدول والمدن ويضعها على خريطة السياحة الدولية.
- تعزيز التعاون الدولي؛ من خلال تنظيم البطولات الرياضية الدولية، عبر تعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي بين الدول.
- إثراء الثقافة المحلية: يجلب الرياضيين والسياح من مختلف الثقافات، مما يساهم في إثراء الثقافة المحلية والتفاعل بين الثقافات المختلفة.
الأهداف:
- تعزيز النشاط البدني؛ وتشجيع الأفراد على ممارسة الرياضة والمشاركة في الأنشطة البدنية.
- زيادة الوعي الصحي؛ من خلال تنظيم أحداث رياضية، يتم تشجيع الأفراد على تحسين لياقتهم البدنية وصحتهم العامة.
- تعزيز الاقتصاد المحلي؛ عبر استضافة الفعاليات الرياضية، ما يزيد الإنفاق المحلي على المرافق السياحية والخدمات المرتبطة.
- تحقيق التواصل العالمي: من خلال استقطاب جماهير عالمية للمشاركة أو لحضور الفعاليات الرياضية.
الفوائد الاقتصادية:
تلعب السياحة الرياضية دورًا كبيرًا في تعزيز الاقتصاد، إذ تساهم في:
- الإنفاق المحلي؛ حيث ينفق السياح الرياضيون على السفر، الإقامة، الطعام، والمشاركة في الأنشطة الرياضية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.
- خلق فرص عمل؛ من خلال استضافة الفعاليات الرياضية، يتم خلق العديد من فرص العمل في قطاعات متعددة مثل السياحة، النقل، الفندقة، والمرافق الرياضية.
- زيادة الإيرادات الحكومية؛ عبر جمع الضرائب على الأنشطة السياحية، مثل مبيعات التذاكر والإقامة، تُحقق الحكومات إيرادات إضافية تساهم في التنمية.
- استثمار طويل الأمد؛ وذلك أن الفعاليات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم أو الألعاب الأولمبية تُسهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز السياحة لفترات طويلة بعد انتهاء الفعاليات.
السياحة الرياضية في ارقام
– وفقًا لتقرير صادر عن “منظمة السياحة العالمية” (UNWTO)، يُتوقع أن يُحقق قطاع السياحة الرياضية أكثر من 800 مليار دولار أمريكي سنويًا عام 2025.
– تبيّن في دراسة أُجريت عام 2020، أن أكثر من 30% من السياح في الدول الأوروبية كانوا يشاركون أو يحضرون فعاليات رياضية خلال رحلاتهم.
– تشير الدراسات إلى أن فعاليات مثل كأس العالم في كرة القدم تُجذب ملايين السياح، حيث أسهمت النسخة الأخيرة من كأس العالم 2018 في روسيا بنحو 14 مليار دولار أمريكي للاقتصاد الروسي.
– تعتبر الولايات المتحدة من أكثر الدول التي تستقطب السياح الرياضيين، حيث استضافت العديد من الفعاليات الكبرى مثل Super Bowl وNBA Finals، والتي تجذب أعدادًا ضخمة من الزوار.
تحديات السياحة الرياضية
– رغم ما تحققه من فوائد اقتصادية وثقافية، فإن السياحة الرياضية تواجه بعض التحديات التي قد تعيق نموها؛ من أبرزها:
. التغيرات المناخية التي تؤثر على العديد من الرياضات الموجهة للأنشطة في الهواء الطلق مثل التزلج وركوب الأمواج.
. الأحداث الرياضية الكبيرة غالبًا ما تواجه مخاوف صحية كما حدث أثناء جائحة كوفيد-19، حيث تم تأجيل أو إلغاء العديد من الفعاليات الكبرى.
السياحة الرياضية المستدامة
– مع تزايد حجم السياحة الرياضية، بدأ التركيز على ضرورة أن تكون هذه السياحة مستدامة، عبر تقليل التأثيرات السلبية على البيئة، مثل تقليل النفايات والانبعاثات الكربونية الناتجة عن السفر والمواصلات، من خلال تبني ممارسات مستدامة، يمكن للصناعة الرياضية أن تساهم في حماية البيئة بينما تستمر في جذب السياح.
– تُعد بطولة كأس العالم 2022 في قطر واحدة من أكثر البطولات الرياضية التي تم التخطيط لها بعناية من ناحية الاستدامة البيئية، حيث سعت قطر لتقديم نموذج جديد في تنظيم الفعاليات الرياضية التي تراعي البيئة وتساهم في تقليل التأثيرات السلبية على النظام البيئي، كانت البطولة جزءًا من رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة على جميع الأصعدة.
من أبرز المبادرات البيئية التي شهدتها البطولة:
– تطوير ملاعب رياضية صديقة للبيئة؛ مثلا تم تصميم العديد من الملاعب التي تستخدم تقنيات التبريد المتقدمة، التي تتيح المحافظة على درجة حرارة مريحة للمشجعين واللاعبين دون التأثير الكبير على البيئة.
– بعض الملاعب تم بناءها بحيث يمكن إعادة استخدامها بعد البطولة، مما يعكس التزام قطر بالاستدامة في البنية التحتية الرياضية.
– تم التركيز على التنقل المستدام، حيث تم تسهيل استخدام وسائل النقل العامة مثل القطارات والمترو التي تعمل بطاقة كهربائية منخفضة الانبعاثات؛ هذا النظام كان يهدف إلى تقليل عدد السيارات الخاصة وتقليل انبعاثات الكربون أثناء التنقل بين ملاعب المباريات والمرافق الأخرى.
– إدارة النفايات؛ حيث تم اعتماد استراتيجيات فعالة لإعادة تدوير المواد والنفايات خلال البطولة.
– تم العمل على تقليل استهلاك المياه والطاقة من خلال استخدام تقنيات مبتكرة مثل أنظمة الري الذكية في الملاعب.