- يحرص الإسلام على إنشاء الفرد الصالح في المجتمع، من خلال تربية عميقة تعتمد المنهج الرباني؛ ومن أهم سماته:
- تربية تكاملية شاملة للروح والعقل والجسد: (إن لبدنك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه) رواه البخاري.
- تربية متوازنة تجمع بين خطي الدنيا والآخرة؛ يقول الله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}.
- تربية سلوكية، تهيئ الإنسان العملي الذي يلتزم بنظام واقعي في الأخلاق والسلوك، يقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لآمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
- تربية فردية على الفضائل، وجماعية على التعاون، يقول تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[4]، ويقول النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم.
- تربية لضمير الفرد ليكون رقيبًا على السلوك والأفعال، يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) حسن رواه الترمذي.
- تربية للفطرة وإعلاء لها، ووضعها على خط الاعتدال؛ بحيث لا إفراط ولا تفريط: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
- توجيه الإنسان نحو تحقيق الخير والعدل لنفسه، ولأسرته، ولمجتمعه، وللإنسانية جميعًا، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}.
- التربية الإسلامية تربية مستمرة لا تقف عند حد معين، ومنافذها متنوعة في البيت والمجتمع والمدرسة والمسجد.
- تربية إنسانية عالمية، لا تعرف الحدود، ولا تعرف الطائفية الضيقة، ولا العنصرية، فهي تخدم الإنسان أينما كان، تعمل لخيره وتبذر بذور المحبة بين أبنائه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
فسلفة التربية في الاسلام
