طعام اهل النار
طعام أهل النار هو نوع من العقاب الذي أعده الله لمن كفر وعصى في الآخرة، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية وصف هذا الطعام بأوصاف تُظهر مدى شدته وقسوته.
طعام أهل النار ليس كالطعام الذي يعرفه البشر في الدنيا؛ فهو طعام يجلب العذاب ويزيد من معاناة أهل النار بدل أن يكون مصدرًا للراحة أو التغذية.
أنواع طعام أهل النار
يُذكر في القرآن والسنة عدة أنواع من طعام أهل النار، وسنستعرضها مع توضيح خصائصها والهدف من هذا العقاب الأليم.
1. الزقوم
الزقوم هو نوع من الطعام المُعدّ لأهل النار، وقد وصفه الله تعالى في كتابه الكريم بوصف شديد، إذ قال:
“إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الْأَثِيمِ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ، كَغَلْيِ الْحَمِيمِ” (الدخان: 43-46).
شجرة الزقوم هي شجرة تنبت في جهنم، وثمارها مرّة وسامة وقاسية، وما إن يأكل منها أهل النار حتى يغلي في بطونهم كالمعدن المذاب.
ويُقال أن هذه الثمرة تأكلها أهل النار على الرغم من شدة حرارتها وسميتها، لأنها من الطعام الوحيد المتاح لهم في النار، مما يزيد من عذابهم.
2. الغِسلين
الغِسلين هو نوع آخر من الطعام المخصص لأهل النار، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى:
“فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ، وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ، لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ” (الحاقة: 35-37).
الغسلين هو سائل قذر وسام، يُعد من أكثر الأشياء التي تجلب النفور، ويشربه أهل النار عن كره، ولا يتناوله إلا من أذنب وكفر بالله وعصى أوامره.
ويُعَد هذا الطعام من مظاهر العقاب الشديد، إذ أن الله قد جهّز لأهل النار طعامًا يملأهم بالعذاب بدلًا من الراحة.
3. الضريع
الضريع هو طعام آخر لأهل النار، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بأنه طعام يابس وشديد المرارة، لا يملأ البطن ولا يغني عن الجوع، حيث قال تعالى:
“لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ، لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ” (الغاشية: 6-7).
الضريع هو نبات شوكي مرّ، يُقال إنه ينمو في النار ويُعطى لأهلها كعقاب لهم. وعلى الرغم من جوعهم الشديد، إلا أن هذا الطعام لا يسد حاجتهم، بل يزيدهم معاناة وتعبًا، حيث أنهم يأكلونه عن كره ويشعرون بمرارته وشدته.
4. صديد أهل النار
من الأطعمة المخصصة لأهل النار أيضًا الصديد، وهو القيح والدم الذي يخرج من جروح أهل النار وأبدانهم.
ويشربه الكافر على الرغم من نفوره منه، وهو من أنواع العذاب الذي أعده الله لأهل النار، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى:
“وَيَسْتَغِيثُونَ بِالْمَاءِ يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ، بِئْسَ الشَّرَابُ” (الكهف: 29).
وهذا المشروب من أسوأ أنواع العذاب لأهل النار، حيث يشربون الماء المغلي الذي يحرق وجوههم ويزيد من آلامهم.
الحكمة من طعام أهل النار
يُعَدّ طعام أهل النار جزءًا من عذابهم وجزءًا من العقاب الذي أعده الله لمن كفر به وعصى أوامره في الدنيا.
فطعام أهل النار يُعد رمزًا للحرمان والعذاب، وهو مختلف تمامًا عن الطعام والشراب المألوف في الدنيا، إذ يزيدهم ألمًا ويعذبهم بدلًا من أن يخفف عنهم.
من خلال هذا العقاب، يُظهر الله عدله وحكمته، حيث يجعل عقوبة العصاة من جنس ما كانوا يرتكبونه في الدنيا، ويبين أهمية التقوى والابتعاد عن المعاصي.
فضل تجنب معاصي الله
إن العقوبات المعدّة للكافرين والعصاة في الآخرة تجعل المسلم يتأمل في حاله، ويدرك أهمية الابتعاد عن المعاصي والمحرمات.
فالله سبحانه وتعالى يدعو عباده إلى طاعته ليحصلوا على النعيم في الآخرة، ويدعوهم إلى تجنب ما يؤدي بهم إلى نار جهنم، وإلى العمل الصالح الذي يجعلهم ينالون رضا الله ورحمته.
في الختام
طعام أهل النار هو من الأمور التي تجعل المسلم يدرك بشاعة العقاب في الآخرة وشدته، وتزيد من خشيته وتقواه.
فالالتزام بطاعة الله والابتعاد عن المعاصي والذنوب هو السبيل للنجاة من هذا العذاب العظيم، وللحصول على النعيم الأبدي في الجنة.
اقرا ايضا: تفسير سورة الفلق