تعريف القران
القرآن الكريم هو الكتاب المقدس الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون هدىً ونوراً للناس كافة.
يشغل القرآن مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فهو الدستور الإلهي الذي يرشدهم إلى الخير ويبين لهم طريق الحق.
لفهم هذا النص السماوي بشكل أعمق، لا بد من التطرق إلى تعريف القران لغةً واصطلاحاً، إذ تكشف هذه التعريفات عن جوهره وميزاته التي جعلته معجزة خالدة.
تعريف القرآن الكريم لغةً
كلمة “القرآن” مشتقة من الجذر اللغوي “قرأ”، الذي يحمل في طياته معاني الجمع والقراءة. يقول ابن فارس في معجمه اللغوي: “القاف والراء والهمزة أصل صحيح يدل على الجمع والضم”. ومنه جاء معنى “قرأ”، أي جمع الحروف والكلمات ونظمها في سياق واحد.
القرآن لغةً يعني “المقروء”، أي ما يُتلى ويُقرأ باستمرار. ويستدل العلماء على هذا المعنى من قوله تعالى: “إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ” (القيامة: 17-18). في هذه الآية، تشير كلمة “قرآنه” إلى الجمع والتلاوة.
كما يمكن أن تحمل كلمة “قرآن” معنى المبالغة، أي أنه نص يُقرأ كثيراً ويُتداول بين الناس عبر الأزمان. وهذا يتناسب مع كونه كلام الله المحفوظ في الصدور والمتلو على الألسنة جيلاً بعد جيل.
تعريف القرآن الكريم اصطلاحاً
اصطلاحاً، القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام، بلفظه ومعناه، المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس.
هذا التعريف الاصطلاحي يتضمن عدة عناصر أساسية:
- كلام الله: يشير إلى أن القرآن ليس كلام بشر، بل هو وحي إلهي صادر عن الله عز وجل.
- منزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم: يؤكد أن القرآن خص به النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.
- بواسطة جبريل عليه السلام: يبين أن عملية الوحي تمت من خلال ملك الوحي جبريل عليه السلام.
- بلفظه ومعناه: يعني أن ألفاظ القرآن ومعانيه جاءت من الله تعالى، فلا مجال للاجتهاد البشري في صياغتها.
- المكتوب في المصاحف: يشير إلى أن القرآن حُفظ كتابةً في مصاحف ليظل محفوظاً من التحريف.
- المنقول بالتواتر: يؤكد أن نقله تم عبر جمع غفير من المسلمين، بما يقطع الشك في صحته.
- المتعبد بتلاوته: أي أن تلاوة القرآن عبادة يتقرب بها المسلمون إلى الله.
- المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس: يحدد بداية ونهاية القرآن الكريم كما هو معروف.
الفرق بين التعريف اللغوي والاصطلاحي
يتضح الفرق بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي في نطاق المعنى ومدى عمقه. التعريف اللغوي يركز على أصل الكلمة ودلالاتها الأساسية، بينما التعريف الاصطلاحي يصف القرآن في سياق رسالته الإلهية وخصائصه التشريعية. التعريف الاصطلاحي أكثر شمولاً، حيث يُبرز الجوانب العقائدية والعبادية والتاريخية للقرآن، بالإضافة إلى كونه معجزة لغوية.
خصائص القرآن الكريم
من خلال تعريف القران، يمكن استنتاج بعض الخصائص الفريدة للقرآن الكريم:
- الإعجاز: القرآن معجز في نظمه وبيانه ومعانيه، وقد تحدى الله العرب أن يأتوا بمثله أو بسورة واحدة من مثله، فعجزوا.
- الخلود: هو كتاب خالد صالح لكل زمان ومكان، فلا يتقيد بفترة زمنية معينة أو ظروف خاصة.
- الحفظ من التحريف: تكفل الله بحفظه من أي تغيير أو تحريف، كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (الحجر: 9).
- الشمولية: يحتوي على تشريعات وأحكام تغطي جميع جوانب الحياة البشرية، الروحية والمادية.
في الختام
القرآن الكريم هو هدية الله إلى البشرية، يحمل في طياته الهداية والنور لمن يبحث عنهما. فهم القرآن لغةً واصطلاحاً يساعد في تقدير مكانته وفهم رسالته الشاملة.
إنه كتاب يربط بين الأرض والسماء، ويجمع بين جمال اللغة وعمق المعنى، ليبقى منارةً للبشرية إلى يوم القيامة.